ALdbour

والعا
|

ArabicEnglishFrenchGermanRussian
Youtube Twitter Facebook Email
  • كلمة ونص

    كلمة ونص

    شيطنة المجتمع"/غازي الكيلاني

  • فلسطينيات

    فلسطينيات

    Palestinian من هو اللاجئ الفلسطيني؟

  • نقطة ضوء

    نقطة ضوء

    الغرس الطيب في حقل المخيمات ...... !!/ غازي الكيلاني

  • فضاء حر

    فضاء حر

    التنظيم طموح أبنائه .......غازي الكيلاني/ غازي الكيلاني

  • فتحاويات

    فتحاويات

    حركة فتح العملاقة تواجه تحديات وجودية

  • نبض

    نبض

    الزرع في حقل التنظيم

Showing posts with label فتحاويات. Show all posts
Showing posts with label فتحاويات. Show all posts

المتقاعدون طاقة خلَّاقة ومبدعة- الحج رفعت شناعة

0 Comments

 


المتقاعدون طاقة خلَّاقة ومبدعة-

لا شك أن موضوع المتقاعدين في إطار منظمة التحرير الفلسطينية هو موضوع مُستجد وقد تكرَّس كشريحة لها تكوينها، وهيكليتها، ونظامها المالي والإداري  بعد تشكيل السلطة الوطنية، إثر التوقيع على إتفاق أوسلو، وقبل ذلك لم يكن هناك شريحة اسمها المتقاعدون، وإنما كانت هناك الشرائح التالية؛ المقاتلون المفرغون في الحركة أو في منظمة التحرير الفلسطينية، وشريحة الأسرى، وشريحة الجرحى، ومؤسسة الشؤون الاجتماعية المعنية بالشهداء وأسرهم.

فالتقاعد لم يكن ضمن النظام بشكل رسمي، والمقاتل أو الكادر كان يواصل ممارسة دوره وعمله كالمعتاد في قاعدته أو مكتبه، أو أي مجال آخر، وعندما يعجز يُخفَّفُ عنه العبء والمشقة، ويكتفي زملاؤه بمشاهدته اليومية مع أقلِّ جهد، ويبقى راتبه مستمراً.

أمَّا في الواقع الجديد، فإن التقاعد حق مٌكتسب، وأحياناً يُطلب التقاعد المبكر سواء من المسؤول، أو بطلب من العضو نفسه إذا سُمِحَ له، ولا تعود هناك أية علاقة إلاَّ الحصول على الحقوق المكتسبة وهي الراتب، والضمان الصحي.

والمفهوم العام لدى بعض المتقاعدين هو أنه ليس المطلوب منه القيام بأي واجب، إلا إذا كان هناك مجالات في تأدية التعزية أو التهنئة. وهذا ما يؤدي إلى البعد عن الآخرين، والانزواء.

وهذا التشخيص يتفاوت بعض الأحيان من ساحة إلى ساحة أخرى، أو من إقليم إلى إقليم آخر، أو من منطقة إلى منطقة أخرى، وبناء على ذلك فإنني أقترح بعض الاقتراحات العملية التي تحافظ على القيمة النضالية التاريخية لهذا الضابط، أو هذا الكادر التنظيمي، واستثمارها وطنياً واجتماعياً.

وبداية أُسجِّل إيجابياً ما شاهدتُه في رام الله من جهد إيجابي في غالبية أيام الأسبوع حتى أَنَّ هناك ثلاثة طوابق، في كل طابق من هذا المبنى يتواجد قسم من المتقاعدين وبشكل شبه يومي، ويقود الجلسة ضابط متمكِّن سياسياً وتنظيمياً، وتبدأ الجلسة، وأنا شخصياً حضرت جلسة مع الأخوة المتقاعدين في الطابق العلوي كان يقودها الأخ علاء الدين حسني، صباحاً، وتستمر أكثر من ثلاث ساعات، وكنت أعرفه من خلال الساحة اللبنانية وكانت الجلسة قيِّمة وممتعة ثقافياً وسياسياً.

والنقاش والحوار في هذه الجلسات يكون مثمراً وايجابياً، ويستعرض مسيرة الحركة، والتطورات الجديدة، وما هو المتوقَّع، وبالتالي الاتفاق على وجهات نظر مشتركة بين كوادر وضباط الحركة، وهذه الآراء السليمة والمتفق عليها تنعكس على الأُسر والعائلات والأصدقاء وتؤدي إلى صداقة حميمة وتجانس فكري.

وأنا أتمنى من الأخوة المتقاعدين في لبنان أن يكون لديهم برنامج تواصل عملي دائم على أرض الواقع، يُطوِّر ويفعِّل العلاقات الداخلية، وأيضا مع البيئة الحاضنة، وخاصةً بيئة المخيمات، وانطلاقاً من أن المتقاعدين هم شريحة وطنية ذات تجربة ثورية ونضالية طويلة، فهم قادرون من خلال هذه التجارب القيِّمة أن يُحدثوا متغيِّرات إصلاحية وتطويرية، ومعالجات عملية مؤثرة من خلال الزيارات واللقاءات المتعاقبة والمنظمة، في إطار برنامج تعبوي فكري إصلاحي وتوجيهي لأهم اللجان والهيئات في المجتمع وخاصة: اللقاءات مع قيادات وكوادر الحركة في المنطقة وفي الشعب، ثم اللقاء مع الروابط واللجان الاجتماعية ومحاورتها، والتوصل إلى قواسم مشتركة لإصلاح شؤون المجتمع، وتنظيم العلاقات الداخلية، وإيجاد أُسس للشراكة قي إدارة شؤون المخيمات، وخاصة القضايا الحيوية التي تفرض نفسها على الجميع ومنها:

كيفية التعاطي مع القضايا الأمنية والمخالفات التي نجدها دائماً، وكيفية التغلُّب عليها، وأيضاً الاستعانة بخبراتهم وتجاربهم الطويلة والناضجة، والتي تبلورت عبر عمر هذه الثورة الرائدة، ومسيرتها الغنية بالتجارب، وكيفية التعاطي مع الأزمات والتعقيدات. وتقديم دراسات وأبحاث نابعة من خبرتهم الوطنية وإقامة ورشات عمل حولها من الجهات المعنية.

الأخوة المتقاعدون هم طاقة فلسطينية وطنية ذات خبرة يجب تفعيلها، وإعطاؤها المجال الرحب لترجمة تجاربها الطويلة لخدمة المجتمع والثورة.

وأتمنى لو كانت هناك لجنة مختصة وقادرة على التوثيق لدعوة الكوادر والقيادة  لسرد ما عندهم من معلومات وخلاصات تجارب، أمام أعضاء من حركة فتح سواء أكانوا طلاباً، أو أخوات، أو عمالاً، أو ضباطاً، ثم الاستماع إلى أسئلتهم والإجابة عليها، وبالتالي الاستفادة من مضمون هذه المحاضرات والأفكار المطروحة، واعتبارها مادة فكرية للحفاظ والتوثيق تخدم الأجيال الحاضرة والقادمة.

إذا استطعنا أن نطبِّق مثل هذه البرامج الفكرية الحركية نكون قد احترمنا التاريخ النضالي للمتقاعدين، وأيضاً حققنا عملية التواصل بين الأجيال المتعاقبة في مسيرة الثورة.

الحاج رفعت شناعة

عضو المجلس الثوري




Read more

عرفتُك فتحاوياً، فهل أنت متفائل؟ بقلم الحاج رفعت شناعة

0 Comments


عرفتُك فتحاوياً، فهل أنت متفائل؟ بقلم الحاج رفعت شناعة

سألني سائل: عرفتُك فتحاوياً، فهل أنت متفائل؟

أجبتهُ باهتمام: أنا مدينٌ لك على سؤالك الذي يعبِّرُ عن اهتمامك، وقد أيقظتَ كلَّ مشاعري، وبت على أهبة الاستعداد، للتفاعل مع سؤالٍ هو كلُّ شيٍ في حياتي،

 فأنا فخورٌ أن اكون فتحاوياً، لأنَّ هذه الفتحاوية، هي المدخل إلى الانتماء الوطني الفلسطيني، الجامع لكل طاقات وأحزاب وطوائف ومذاهب الوطن. والتحصُّن داخل القلعة الوطنية الجامعة هو الذي يمنح المنعة والقوة والصلابة في مقاومة الاحتلال.

لقد سألتني سؤالاً وجيهاً ويحمل في طياته الكثيرَ من الحيثيات، وأنا أقول لك:

أنا دائماً متفائل، ولا أقبلُ أن أكون متشائماً، لأنني صاحبُ قضية وطنية، هي كلُّ شيء في حياتي، فأنا فلسطيني، وهناك أماناتٌ غالية في رقبتي إِبتداءً من القدس وأقصاها، وكنيستها، مروراً بخليل الرحمن، ومعراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلَّم، ومهد المسيح عليه السلام. وأنا الفلسطيني أرضُ الرباطِ وحمايتُها تسكنُ في عقلي، وفي قلبي، وهي جزءٌ من أركان وجودي، ووجداني.

ثم سألني السائل بجدية: هل مازلت مقتنعاً بالانتماء إلى حركة فتح كطريق وطني سياسي لتحرير الأرض وتحقيق الأهداف التي تنشدها؟

أجبتُهُ لقد انتميت إلى حركة فتح بعد معركة الكرامة مباشرةً العام 1968، وقرأتُ عنها قبل ذلك، وأُعجبتُ بشخصية ياسرعرفات، وأبو جهاد خليل الوزير، وشدَّتني إلى الانتماء لفتح تلك البطولات النادرة، والعمليات الجريئة عند الانطلاقة، وبعد النكسة، ووجدت في فتح البطولة، والشهامة، والعزة الوطنية، والبحث دائماً عن النصر أو الشهادة، كما أعجبتني تلك العفوية والطيبة والأصالة التي تميِّز هذه الحركة. وهذه القاعدة الشعبية الجماهيرية الواسعة تؤكد أن حركة فتح هي ولدت من الرحم الفلسطيني، والانتماء إليها ليس معقَّداً، وليس مشروطاً بشروط تعجيزية وتعقيدية. وأذكر أثناء أزمة نكبة مخيم نهر البارد في العام 2007 قصدني في مكتبي في البداوي شابٌ متزوج من مخيم نهر البارد، وطلب مني بكل هدوء مساعدته لشراء الدواء والحليب، وعندما بدأتُ أكتب له كتاباً للصرفِ قال لي بكل أدب: أريد أن أقول لك حاج أنني لستُ عضواً في حركة فتح حتى يكون عندك علم. فقلتُ له بهدوء: أنت من حركة فتح، فقال لي أنا لا اكذب عليك. فقلت له: هل تحب فلسطين؟ فقال نعم. ثم قلت له: وهل تؤمن بتحرير فلسطين من الاحتلال؟ فقال نعم. فقلت له إذن أنت عضو في حركة فتح، وأنا لا أطلب منك اكثر من ذلك، والمكتبُ مكتبك، وما أُقدمه لك ولأسرتك هو حق لك مشروع لأنك فلسطيني. ثم خرج مسروراً، وأصبح يتردد بارتياح على مكتبنا.

ثم عاد السائلُ الأول متسائلاً، ومتلهفاً لسماع الجواب: أراك متفائلاً، واثقاً من قناعاتك بهذه الحركة، فما هي المقاييس التي تعتمدها في حكمك على الأمور؟ وما هي الظواهر التي تستند إليها في بناء قناعاتك؟ وماهي السلوكيات التي تبني عليها أحكامك؟؟ قلتُ له:

قبل أن أجيب بالتفصيل، أوكد أن حركة فتح ليست حزباً عقائدياً وايديولوجياً، وانما هي تنظيم وطني فلسطين يؤمن بتحرير الأراضي المحتلة، واستخدام كافة الوسائل والادوات التي أقرتها الشرعية الدولية للشعوب من أجل إستعادة أراضيها، وحرية شعوبها، وبناء دولها المستقلة.

لقد سألتني عن المقاييس، والظواهر، والسلوكيات التي أبني عليها قناعاتي بأن حركة فتح مازالت بخير، وإليك التالي، وهذا ما ثَبُتَ لي من خلال تجربتي الطويلة:

    تكون حركة فتح بخيرعندما يتوفر فيها ....

أ-عندما تتوافر عند أعضائها الجرأة في قول كلمة الحق، لأنَّ الجماهير تحترم حركة فتح التي أسسها وقادها الرمز ياسر عرفات ورفاق دربه الذين تمَّيزوا بالجرأة والمصارحة، وكسبوا ثقةَ شعبهم.

ب- عندما يتمسك الأعضاءُ بالقيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية، ويفتخر بها الأعضاء كمنهجيةٍ سلوكية تكون فتح بخير.

ج- عندما تنتشر المحبةُ والألفة بين أبناء الحركة تصبح الحركة هي قلعة الصمود الوطني في مواجهة كل المؤامرات.

د- تكون حركة فتح بخير، ولديها القوة والمنَعَة، عندما تطبِّق العدالة بين أبنائها، وُتنصفُ المظلومَ وتحاسبُ الظالمَ، لأنَّ العدل هو أساس الملك.

هـ- أهم وأعظم المراحل التي عاشتها حركة فتح وهي العنوان الأصيل لديمومتها عندما كان أبناؤها المقاتلون يتسابقون من أجل تقديم أرواحهم شهداء في تنفيذ العمليات العسكرية، لأن الانتماء للحركة كان جوهره التضحية من أجل الآِخرين.

و- تكون حركة فتح بألف خير عندما تدخل إلى القاعدة، أو المكتب أو المقر، ولا تستطيع أن تميِّز بين القائد وعناصره لأنهم أسرة واحدة، ويؤلف قلوبَهم الأخوَّةُ والمحبة، والاستعدادُ الدائم للتضحية من أجل فلسطين، فالقادة العسكريون وغير العسكريين الذين أسسوا تاريخنا النضالي، لم تكن تميِّزهم عن غيرهم إلاَّ عند إعطاء الأوامر، والتعليمات العسكرية، والتوجيهات المسلكية الثورية، وما زلنا نتذكر وهم قدوةُ لنا، نعيم، ورياض عواد – والحاج حسن ابن طوباس (كتيبة الجليل)، ومحمد علي (الجليل)، وبلال الأوسط، وجواد الميليشيا، وعلي أبو طوق الجرمق، وغيرهم الكثيرون، وهذه الصور المشرقة مازالت باشراقتها الثورية تضيء لنا طريق الثورة والعزة والكرامة.

ز- وأجمل ما كان يميِّز حركة فتح تلك الطيبةُ، والعفويةُ الوطنية، والمصارحة الأخوية، ونبذُ الفرقة، والتسابق إلى التسامح وتعزيز الثقة، وكلُّ خلاف كان يتم خنقُه في مهدِه، ودفنه تحت التراب، لأنَّ حركة فتح في سباق مع الزمن.

ح- تكون حركة فتح بخير عندما ينقرض عدد المتسلقين والانتهازيين الذين يبحثون عن مصالحهم ومكاسبهم شأن كل ثورات العالم، التي يعيش فيها الصراع المتواصل بين الثوريين أصحاب المبادئ، والانتهازيين الذين يبحثون عن الفرص المؤاتية لتحقيق المكاسب الشخصية، والمتسلقين الذين يفكرون دائماً كيف يدوسون على رقاب الآخرين، من أجل تحقيق الأهداف الذاتية وليست الثورية والوطنية.

عظمة حركة فتح كانت دائماً أقوى من المؤامرات ومن الفتن، وتستمدُّ قوتَها دائماً من عظمة شعبها، وطهارة شهدائها، وعذابات وآلام أسراها الذين يضحون بكل ما لديهم، ويصبرون على معاناة فراق أهلهم ، وزوجاتهم، وأبنائهم وأحبائهم من أجل الحفاظ على كرامة وهيبة وصلابة حركة فتح، لأن حركة فتح هي عنوان كرامة القضية الفلسطينية.

ط- ومن المفارقات التي لا بدَّ من ذكرها، وهي شرفٌ لنا أن نذكرها، بأنَّ الكثيرين حاولوا إمتطاء هذه الحركة التاريخية، وخطفَها إلى اتجاهات مجهولة، وتعريتها من رجولتِها، وسرقة مكنوناتها الجوهرية التي استودعها فيها الرمز ياسر عرفات وأخوانه المؤسسون، ولكنهم فشلوا، وسقطوا، وتكسرت أرجلهم وأيديهم، وداسهم التاريخ، وظلت فتح التي فيها خميرةُ البركة والقدسية تعتلي صهوتَها رغم الرياح العاصفة، ورغم الاحقاد الدنيئة، ورغم الطعنات المتوالية، ورغم محاولات إذلالها وامتطائها، فهي من صناعة الشهداء، ومشحونة ببركة الانبياء، وبرحمة الرحمن.

الحاج رفعت شناعة

عضو المجلس الثوري لحركة فتح

23/7/2020



Read more

المؤتمرات ومفهومها التطويري بقلم: الحاج رفعت شناعة

0 Comments

 

المؤتمرات ومفهومها التطويري بقلم: الحاج رفعت شناعة

 بقلم: عضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج رفعت شناعة

11-10-2017

إنَّ عقدَ المؤتمرات بانتظام هي عملية ذات أبعاد تنظيمية، وفكرية، وسياسية، وتطويرية، وتنطلق من قاعدتين ارتكازيتين هما تقييم التجربة السابقة ما بين المؤتمر والمؤتمر الجديد، ثُمَّ وضع الخطط والبرامج المستقبلية على اختلافها التي تُعزِّز البنية التنظيمية، والرؤية السياسية والفكرية، وتضع أُسس المعالجة لكافة القضايا المعقّدة والمستعصية.

إنَّ الفترة الزمنية ما بين المؤتمر والذي يليه تختلف من تنظيم إلى آخر, وإن كانت حركة "فتح" هي سنتان بالنسبة للمناطق والأقاليم، أما بالنسبة للمؤتمر العام فهي خمس سنوات.

إنَّ انعقاد المؤتمرات ليس عملية شكلية، أو عملية رفع عتب، وإنَّما هي عملية شاقة، وتحتاج إلى جهود مكثَّفة ومدروسة، وتحضيرات مسبقة، وموثَّقة، وتقوم بذلك مجموعة من اللجان ذات الخبرة، والتي تبحث أولاً وقبل كل شيء عن مستقبل التنظيم أو الإطار الحركي، أو الحزبي بشكل عام. ومستقبل الشعب وتطلُّعاته الوطنية، يتوقَّف على مدى وعي وجدية هذه القيادات الطليعية، وسِعة أُفقها، وإخلاصها لمبادئها، وتفانيها في سبيل شعبها وقضاياه العادلة. هذه القيادات ربطت مصيرها بمصير حركتها الرائدة، والتي تحمل الأهداف والمبادئ والقِيَم النضالية التي التزم بها الرعيل الأول.

إنَّ نجاح أي تنظيم في عمله، وفي تحقيق أهدافه الوطنية والثورية، والاجتماعية يتوقَّف على الثقة المتبادلة بين الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية، والطليعة الثورية القادرة على تجسيد طموحات، وآمال، وتطلُّعات هذه الجماهير.

إنَّ هذا الأمر يتطلب اختيار قيادة جديدة مؤهَّلة لتحمُّل المسؤولية، وتسهر على مصالح وراحة وتقدُّم مجتمعها، ومستعدة أن تضحي بسعادتها وراحتها وممتلكاتها من أجل الآخرين، أي قيادة ليست متسلِّقة، ولا وصولية، ولا تسعى إلى بناء التكتلات، والمحاور، وتنمية الخلافات، والصراعات، والحساسيات. فهذه العقلية الانتهازية التي تعبث بمقدرات الحركة، ولا يعنيها إلاَّ المكاسب الشخصية، والطموحات الخاصة، والمكاسب المادية، لا تستطيع كسب ثقة الجماهير، فالشعب شديد الحساسية، ونظرته ثاقبة، ويميِّز جيداً، ويعرف أين يضع ثقته.

انطلاقاً ممَّا سبق ذكره فإنَّ هذا الاستحقاق التنظيمي بالغ الأهمية، ويجب على القيادة أن ترعاه باهتمام، وأن يكون النظام الداخلي، والأصول التنظيمية، واللوائح الداخلية، والآداب الحركية هي المعيار والمقياس في الحكم على القضايا، حتى نصل إلى الأهداف السامية. وهذا يقودنا للتأكيد على مجموعة قضايا جوهرية من صلب الواقع، وهي مؤثرة في نجاح أو فشل المؤتمرات.

أولاً:  على الأطر والأعضاء أن ينشغلوا في عقد جلسات تنظيمية واضحة لإجراء تقييم موضوعي لنشاطاتهم خلال السنتين السابقتين، وأن يتَّفقوا على رفع مذكرات، واقتراحات بعد النقاش لمعالجة الثغرات السابقة، ووضع برامج، ولوائح، ودراسات لتطوير وإنضاج العمل مستقبلاً، وطرح هذه القضايا بأن يكون الجهدُ جماعياً، ومتكاملاً، وناضجاً. وهذا الجهد يكون برنامجاً معتمداً من المؤتمر ليسير الجميع على هديه. 

ثانياً: إنَّ الصيغة المثلى لتطوير العمل وتحقيق الأهداف هي أن يواصل الإطار نفسه الذي عمل موحَّداً خلال سنتين في عقد جلسات تقييمية تنظيمية واضحة، والخروج بنتائج. لا أن ينقسم الإطار إلى قسمين أو ثلاثة، وتكون هناك اجتماعات غير معلنة، وبالخفاء، للتوصُّل إلى اتفاقات جزئية، أي التحوُّل إلى تكتلات، وكل تكتل ينشط على طريقته ليستقطب أنصاراً من أعضاء التنظيم ليصوِّتوا له حتى يضمن النجاح. وهنا تنشط الفئوية، والجهوية، والعشائرية، على حساب القِيَم التنظيمية، وهذا ما يؤسِّس لصراعات جديدة لا تخدم التنظيم، وإنَّما تخدم أشخاصاً معينين .

ثالثاً: من حق أي عضو في التنظيم أن يرشِّح نفسه لعضوية اللجنة القيادية إذا كان عضواً في المؤتمر، تنطبق عليه المعايير المحددة. لكنَّ هذا الأمر برأيي ليس عشوائياً، ولا ارتجالياً، وإنَّما يتطلَّب أن يكون المرشَّح:

أ‌-     ناجحاً في عمله، وملتزماً بالإطار الحركي، وبالبرنامج السياسي، دارساً للنظام الداخلي، ومثقَّفاً.

ب‌-   أن يكون حسن السِّمعة والسلوك، مقبولاً جماهيرياً لأن عمله مرتبط بالجماهير. وأن يكون قادراً على تحمُّل المسؤولية. 

ج-    أن يكون مستعداً للتضحية بالراحة، والوقت، والمال من أجل الآخرين حتى يكون قادراً على الاستقطاب.

وهذه أساسيات يجب أن تتوافر في الكادر الذي نريد ترشيحه ونجاحه في عمله.

رابعاً: إنَّ مسؤول الإطار سواء على صعيد منطقة أو إقليم واجبه الحركي أن يوحِّد ولا يفرِّق، وأن لا يمِّيز بين هذا وذاك من الكوادر، لكن من حقه، ومن موقع المسؤولية الذي هو فيه، التدخل ليوجِّه النصيحة والإرشاد وأن يقنع الأعضاء باتخاذ خيارات وقرارات تتناسب مع قدراته، ومع شخصيته.. الخ، وإذا كان هناك مرشحون كُثُر بإمكانه التدخل ليطلب من الواحد التنازل لآخر إذا كان يمثله، ويثق به، ويتَّفق مع رأيه.

خامساً: لكن الذي لا يجوز إطلاقاً أن يقوم مسؤول الإطار ولمصالح خاصة، بالاتفاق مع مجموعة من الأسماء ضد مجموعة أُخرى، وإسقاطها لأنها تصبُّ في إطار تحالفات مع فريق آخر. فالمؤاتمرات ليست معارك شخصية لتكريس فريق واستبعاد آخر، وإنَّما هي تَسابق من أجل خدمة الحركة، وتصليب عودها، وتعزيز العلاقات الداخلية، ومساعدة الإطار للإنطلاق بشكل أقوى من السابق، وليس إدخال الإطار في صراعات وخلافات تزرع عدم الثقة بين الكوادر، فالهدف من المؤتمر هو تنقية الإطار من كل الشوائب، ومعالجته من كل الأمراض التنظيمية لجعله معافى من كل مخلّفات جهل الحقائق، وحالات الاحتقان. حتى نكون أقدر على مواجهة التحديات الخارجية والداخلية بعيداً عن الضغائن.

سادساً: إنَّ قائد الإطار، والإطار القائد الذي قاد الإطار خلال سنتين أو أكثر مطلوب منه حماية التنظيم أولاً، وليس حماية مصالحه أو حساباته الشخصية. ومطلوب منه أن يمنع أي تدخُّل من خارج الإطار في إطاره، لأنَّه هو المسؤول عن بيته وعن أسرته، وهو الذي يعالج مشاكلها بنفسه لأنَّه أخبر بها، ولا يجوز أن يسمح لأحد بالتدخل في بيته وأسرته، ليعلِّمه كيف يدير أموره، لأنه إذا سمح للآخرين بالتدخل، فبعد المؤتمر لن يستطيع إدارة الإطار مهما كان صاحب تاريخ نضالي، وعندما يصبح أعضاء الإطار الجديد المنتخب هم سفراء لمن أتى بهم على مسمع ومرأى منه شخصياً، فلن يستطيع القيادة إلاَّ بعد استرضاء الآخرين، وعندها تبدأ المعاناة، وتبدأ الصراعات الداخلية، ويصبح هو كالزوج المخدوع. 

إنَّ مهمة صاحب الإطار في مرحلة إنعقاد المؤتمر هي أن يكون قائداً يحترم نفسه، ويحترم إطاره، وأن يقوم بدور التوجيه والارشاد، وتطبيق النظام، وحماية الإطار بعيداً عن الهزَّات والصراعات، وأن يُسلِّم الامانة على أكمل وجه.

إن قيمة أي مؤتمر هي بمضمونه، أي بالمداخلات التي تُقدَّم من قبل الاعضاء، وبالمذكرات الجماعية أو الفردية، والاقتراحات والتوصيات لأنها هي التي تدل على مدى الوعي، والجدية، والاستعداد لاستكمال مسيرة العمل النضالي.

وهناك فرق كبير بين مجموعة من الكادر همها تطوير وحماية الحركة، ومجموعة أخرى مشغولة بتجميع الاصوات لأن همَّها الفوز بنجاحها، لا الفوز بنجاح الحركة التي هي اكبر من الاعضاء.

على اعضاء الحركة الاوفياء لدماء الشهداء أن لا يبحثوا عن التكتلات، لأن التكتلات صراعات، وان لا يبحثوا عن الشِّلل، لأن الشِّلل هي الانحدار إلى الانهيار والشِّلل.

فلتكن مؤتمراتنا في لبنان محطة تنظيمية لتصليب حركة فتح، والحرص على بناء تنظيم طليعيٍّ متماسك يكون من صناعة الاطر التنظيمية التي قادت المرحلة السابقة، ويجب أن تقود المرحلة القادمة، وعندما يكون التنظيم صلباً ومتماسكاً تكون فتح بخير. وعندما يكون التنظيم مهزوزاً، وليس صاحب قرار ولا رؤية سليمة تكون حركة فتح في خطر. فهل يستطيع تنظيمنا في لبنان ونحن على ابواب المؤتمرات أن ينجح في حماية مستقبله، وان يصون نفسه من سهام الاختراقات؟؟!!

بقلم: الحاج رفعت شناعةDescription: Description: https://img1.blogblog.com/img/icon18_edit_allbkg.gif

عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"  11/10/2017






Read more

القائد .. ضميرا فاعلا ... لا ضميرا مغيبا ،،

0 Comments

 

القائد .. ضميرا فاعلا ... لا ضميرا مغيبا ،،

الضمير أو ما يسمى الوجدان شيء حسي بداخل القلوب للتمييز بين ما هو حق، وما هو باطل، وإلى الشعور بالاستقامة والنزاهة، لتتفق الأفعال مع القيم والمبادئ الوطنية والاجتماعية . فعندما يغرق القلب بالظلمات والانخداع ، يتعرض إلى البلادة والخمول او إلى البالغة في تقدير الأخطاء ، فيفقد الشجاعة والقدرة على السيطرة ، تمتد لتشمل اطار ومجتمعا بأكملة .

الضمير الشجاع بصدق قضيته النبيلة ، عندما يستند إلى وعي وثقافة وجزالة قلم ولسان، فإنه يفعل الكثير إن ارتبط بشخصية كاريزمية وعقل سياسي وإداري . فينتج قادة مبدعون في تفكيرهم، بارعين في امتلاك الرؤية ، وضع الخطط لتطوير وتحسين أداء الأفراد والمؤسسات ، وهذا تماما ما ينقص اليوم لغياب أهم الصفات :الإيمان بالتخطيط والتنظيم والرقابة ،الإيمان بالقدرة على القيادة والسيطرة ، والتي أنتجت تسلط انتهازين ولصوص محترفين بلباس وطني ، أنتج أيتاما بلا غطاء تنظيمي ، ادى الى أضعاف البناء والتماسك من خلال شراء الولاء، لتنصيب الضعفاء ، فنقلوا فسادهم وطموحهم الشخصي إلى صفوف البسطاء ،ففرقوهم بدل أن يوحدوهم، فأفسدوا بعد أن فسدوا لانهم يرون التنظيم "غنما لا غرما، والقيادة هدفا لا وسيلة"، فدمروا في كثيرا من الإنجازات الممكنة كونه لا يعري الفشل إلا الإنجاز، وباتت طموحاتهم الشخصية هي الأولوية، يتسلقون أكتاف بعضهم البعض، ويتسابقون لاخذ الصور وكل يشد الاخر للوراء . فتراهم يتحركون كثيرا لكنهم في النهاية لا يتقدمون خطوة واحدة إلى الأمام، غثاء كغثاء السيل لكنه ضار بعكس غثاء السيل الذي لا يضر ولا ينفع

التنظيم من إنتاج قيادته و القائد : أي الدليل، المؤتمن، والقدوة ، القدرة ،والمرشد،،،

الدليل،، الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات الأفراد من حوله لإنجاز الاهداف ، وللاجتناب جذور التملق من أصحاب النفوس الضعيفة ....

مؤتمن،، على لوائح وانظمة ودساتير التنظيم ...

القدوة،، فى تحقيق العدالة لكل الابناء ،لا يظلم ويراعي حقوقهم .....

القدرة ،، على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وتشكيل فرق العمل وتقويم الأداء..

مرشد ،، لحفض حرمة نظالات المناضلين المغدورين الذين طالتهم أيدي الفساد والارتزاق .

• نحن بحاجة لضمير قائد مؤهل بتركيبتة واختصاصة وموقعة تتوفر كل صفات القائد في شخصيتة له عنوان محدد بأطر منظمة لا عشوائية، ..... وما ينقص يعوض بفريق عمل حقيقي يعمل كقلب واحد برؤية تنظيمية منظمة تجمع ولا تفرق ، خادمه لأهدافها الواضحة، تنفض عن أكتافها الفئة الفاسدة المفسدة، الفاشلة المفشلة، التي ترى خلف كل ضمير شخص منافس !!

للضمير... (وإستعن بصحبة طيبة تعينك على الخير وتشد من أزرك وتقوي من عزيمتك)

28 أغسطس، 2014 ·

غازي الكيلاني






Read more

الفتحاوي حين تشرق الشمس ويضحك الفجر /الكاتب والأديب بكر أبوبكر

0 Comments

 


الفتحاوي حين تشرق الشمس ويضحك الفجر

كان من المهم أن تكون فتحاويا، هذا ما واجهني به قائدي في لحظات تأمل، فلما قلت له لماذا؟ تبسم، ثم أسهب القول وأفاض، والتقطتُ مما قاله نُتفا لافتة!

قال لي: من المهم أن تكون فتحاويا لأن الطريق طويل، وإن لم تتجهز له جيدا تعجز... وتخور وتموت بلا ثمن، وهي "فتح" هي الطريق.

من المهم أن تكون فتحاويا لتستطيع أن تخرج من الشرنقة، وتستعيد الفضاء الذي ضُغط ضغطا شديداً،وصُور لك أو لغيرك أنه حصراً في شرنقتك أو شرنقتهم،وفي قالبك المغلق، ولا فضاء خارجه.

كان من الأجدر بك أن تكون فتحويا، فلا تنتمي سياسيا لغير فلسطين، ولا يغزو خلاياك إلا هي أي فلسطين ، لتأخذ من أنسام الربيع القادرة قِدرأ كبيرة، تحوى القُدرة الكبيرة على إنهاض رئتيك اللتين ترفضان عطن الهواء، ولا تقبلان إلا نسائم الزهور والخلان والإيمان بالقدر.

كان من الأولى لك أن تنتسب لحركة (فتح) لا غيرها، وسيلة رحبة ومدىً مفتوحا، وسياجاً آمناً ورباطاً بلا ثمن، وسعياً عند الله مشكوراً،وسبيلا للمحسنين نحو المعشوق.

استطرد... وأنا مُصغٍ: "فتح" هي الحب بلا حدود، وهي فكرة العِشق دون انتظار القُبلة، وهي النباهة حين تضيق العقول فلا تدخل حتى من ثقب إبرة.

حركة فتح هي النُبل حينما يفسد الكثيرون، وهي الأرض حين يهتز الآخرون ويميدون ويتساقطون ويعجزون، وهي الصمود حينما يتراخى الفاشلون، وهي فروسية العقل حين يعيش الأتباع في عباءة الظلاميين أومن خلال مفاتيح التفكير التي لا يملكها سواهم.

عاد قائدي منتشيا بعد لحظات ترقب، نظر فيها خارج النافذة المطلّة على حريق الفجر البازغ مختالاً،

 فقال: في حركة فتح قد ترى الألوان كثيرة حين تختلط، ولكنك حتماً ترى نور القمر المنير جليّا فتهتدي ولا تضل.

الموئل حيث ترى الفرق جلياً بين ضيق الحقد والكراهية، ورحابة الصدر المنشرح هو في الوسط الفتحاوي المرحاب، بلا سدود أو مصائد أوشِراك.

من الضرورة أن تقدّر وتثمّن عالياً ما قُمتَ به باختيار التمرد والثورة والانتفاضة والحرية والمقاومة لمجرد اختيارك حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح سبيلاً، ووسيلة ومتسعاً، لأنك بتمردك على تراجع الذات لا تقبل الفكرة المحصورة المشرنقة، ولأنك بثورتك على الأوثان ترفض العبودية لغير الله، فترفض العبودية لأصحاب الفكر المغلق والفكر المطلق، وأصحاب القداسة الموهومة الذين يعكسون رأيهم أو فهمهم كِسَفاً مقدسة تتساقط على رؤوس الناس كالقَدَر، وكأنها والقرآن الكريم واحد، وما هم إلا كاذبون دجالون.

أشار لي بسبابته كأنه يخاطبني أنا لا سواي، وأفصح: تقديرك لذاتك جاء مع اختيارك نبض الحرية في الفكر والوطن والفعل الحر، بالثورة أنت تعيش الانتصار وبالتمرد والانتفاضة والمقاومة والصراخ بكل الإشكال لا تتخلى عن أخوانك، فتجاهد في ذاتك كثيراً وفيهم .

فتح هي المساحة الرحبة الواسعة المتاحة لي ولك دون أن تفتش في عقلك "لتتوقف وتتبين"، ودون أن تفرض عليك في كل أمر (فهماً) محدودا و(فكراً) مقدساً وأسلوباً بلا بدائل يمتزج مع فساد الأمزجة ومتغير الرأي، فيها أنت تحاور وتناظر وتعبّر وتجاور وتنتقد وتعترف وتخالف فلا تُضار.

لأنك أخترت أن تُمسك يومَك بيديك فلا تهدره، وتضع غدك بين عينيك فتديم النظر، ولأنك عندما تنظر إلى الخلف قليلاً فإنك تتعلم وتنتقد وتُراجع خطواتك وتعترف بأخطائك ولا تقف عند هذا الحد، بل تصوّب الخطة او المسار وتعدّل وتطور، ولأنك اخترت فتح فإن عليك أن تقدّم الجديد دوماً بأن تبادر وتُبدع، ولا تكلّ العمل ثم العمل ثم العمل لخدمة الشعب فتبرع.

بعد نفس طويل قال: عندما خرجت الفكرة، فكرة حركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح من ركام آهات الموجوعين الملدوغين "اللاجئين" من ظلمة الكلام إلى نور الفعل، عندما تجلّت من واقع بؤس الأحزاب بشعارات الرنين والطنين كان الاستعصاء السياسي والثقافي والفكري هو الخطر الماثل، وكان التشتت و التمذهب والتحزب والأدلجة هو الطاغي تماما كما هي الحال اليوم، فكلما انتشرت فتاوى التكفير والتخوين والتشهير كلما سقطت الأوراق الباهتة وعلت راية صلاح الدين الصفراء راية الفتح المبين.

أنت إبن عائلتك، وابن وطنك أولا، لذلك تُقسِم في حركة فتح على الولاء والانتماء لفلسطين، وسبيلك ووسيلتك وحضنك الداخلي حركة فتح، لا كما يُقسم الآخرون ليموتوا فداء لأفكار الأصنام والأسلاف، فداء للفكرة الضيقة بلا هواء منعش، أو تجدد في شرنقة الزمن الفائت.

إن من الجميل أن تُنير كلما أشرقت الشمس، وبان سِنُ الفجر الضحوك، فالشمس المشرقة هي فكرُنا العربي الإسلامي بصيغته الحضارية الوطنية الرحبة، الجامعة لكل الأفكار، المتآلفة في نسقها الانساني الكوني، ومنها لتراث المسيحية الشرقية الجميلة، وتلاقح الحضارات، أما الفجر الضحوك بإشراق الشمس فهو أنت... الفتحاوي الأبي القابض على بندقيته والقلم.

أن تكون فتحاويا يعني أن تعيش ضباب فلسطين فتتكاثف فيك، وتتنفسها، وتعلو بها سحاباً، فتمطرها، بل وتمطرك عبر "فتح"، وتندمج مع اشتياقات قطرات الندى، وفتيل اشتعال نور الصباح.

أن تكون فتحاويا يعني أن تكون عربياً فلسطينياً،أن تكون انساناً، فلا توجّه بندقيتك أبدا إلا إلى صدر الأعداء الذين كانوا لنكبتك صانعين ولأرضك محتلين ولثقافتك سارقين.

لك أن تفخر بالتاريخ وحضارة أمتك العظيمة، ولا تتوقف عنده، فأنت التاريخ يمشي على قدمين فيضع الفاسد منه في خطوة يطؤها، ويرفع رجله الثانية ليبني لبنة جديدة -من عريق تراثه وتجدد عقله وكونية حضارته- في مستقبل الأمة ، وفي مستقبل فلسطين، لأنك كما ترى، تسير في درب الفتح المبين.

يجب أن تصمد ولا تنهزم أبدا، ولا تتراجع، فأنت العربي الأبيّ الفلسطيني المارد ابن العمالقة منذ كنعان الأول وخالد الأول وعمر الأول ومنذ ظهر ظاهر العمر الزيداني ثم أوصى بعمامته ميراثاً لعز الدين القسام الذي أوصى أصحابه بها ليلبسها ياسر عرفات كوفية مرقطة، لتصبح مشعل مقاومتك اليومية، وعرفانك الدائم وخلاصك الأبدي يا بن الحركة المنيرة العلم المتجدد، والعمل المتقن، بدأب... من المهد الى اللحد.

أنت المؤمن ممن قال فيهم الله تعالى-وفي كل المؤمنين- حاثا على التفكّر والنظر والبصر (وفي أنفسكم أفلا تبصرون – الذاريات 21) وأنت ، وأنتم ممن قال فيهم جلّ ثناؤه (لهم قلوب يعقلون بها – الحج 46)، ويجب أن تكونوا ممن قال فيهم الله تعالى (إنما يخشي الله من عباده العلماء – فاطر 28)، فتخشون الله بكل المعاني بمعنى توقي غضبه وجحيمه وبمعنى (الحب) لله، بعدم الوقوع بالزلل الفكري أو الخلقي أو المسلكي ، وبمعنى (الرجاء) من الله تعالى وبمعنى (العلم) فمن يعلم يرجو ويخشى ويحب فلا يضر محبوبه أبدا.

ارفع رأسك عاليا، فأنت تتنسم هواء نقيا، ولا تقبل فاسد الهواء المتمركز في مغاليق العقول وتلافيف أدمغة الظلاميين ممن يصورون لأتباعهم أنهم ظل الله في الأرض في احتكار للرأي يظنونه الحقيقة المطلقة ما هو فعل مرذول ، وما هو إلا رأي قابل للأخذ وقابل للرد، ونحن نرُدّه فلا نتبع الفكر الجامد والمغلق والعدواني والبارد أبدا.

كن فتحاوياً فلا تهاب إلا الله ، وكن فتحاوياً فتصبح غايتك تحرير ذاتك وتحرير مجتمعك وتحرير فلسطين، وتكون أهدافك وطنية أولاً وتالياً في عمق أمتك العربية الاسلامية المسيحية الانسانية ، فترتفع رايتك حتى عنان المساء ، وكن فتحاوياً فتدرك معنى حريتك ، ولا تهن ولا تكِل ولا تتراجع ولا تحزن ولا تقطع صلاتك ولا تخنع ولا تجبن ولا تفحش ولا تمتليء سواداً أو سلبية أبداً.

أنت المتجدد المتعدد، غير المتردد ، ولا المتبدد، أنت القابض على جمر دينه ووطنه ووعيه لا يفلت أي منها أبداً، فلا يهوى في سحيق وديان الظُلْمة وأمراء التكفير والتجهيل والتخوين، فلست نبيا وإنما إنسان تُحب المسيح عليه السلام، الفلسطيني المؤمن العظيم كما تحب كل إخوانه، وخاتم الرسل وأعظمهم، وتراب الأرض.

أن تكون فتحاوياً فإنك تتموضع بثقة حين تشرق فلسطين فتصبح الفلسطيني في سنا الفجر الضحوك...المنتصر.

قال لي قائدي الذي لا أتوكأ على كتف أحد غيره- بعد هدى الله- وذلك حين تهب "العاصفة" أو في حالات الهدوء والسكينة، وفي الأمور الشِداد، قال لي قائدي وهو عقلي: أنت الحرّ، وأنت الذات المتموجة الأنغام، الذات المتصلة بما سبق، والممتدة في المسافات والدروب والأهداف والأحلام لمن لحق، وأنت الكُلّ المتكاملة المتداخلة المتشابكة بحنوّ في روح واحدة،لذلك كان من المهم أن تكون فتحاوياً...لأنك تعيش فلسطين.

كن كما أنت، فأنت بذا تكون فتحاوياً، لأن حركة فتح بنت فلسطين وهي أم فلسطين، وهي شبه فلسطين بلا ألوان تجميل أو مساحيق، أوعلامات تجارية مستوردة سواء من عمق فاسد التاريخ، أو جحيم مستورد الأفكار.

 الكاتب والأديب بكر أبوبكر




Read more

ALdbour

أبيرغمان يروي رحلة عماد مغنية من فتح إلى “القوة الصاعدة”
 

Follow Us On

Aldbour
© ; اللهم ولي علينا من يصلح ويصلح .© ; ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا Aldbour

Aldbour

...
على الدوام..© الحصاد من جنس البذار ;©من يزرع نذالة ..© يحصد خيانة

... في القدس من في القدس إلا إنت

...الأمل ابقى والحق سينتصر

Copyleft © 2012 ALdbour
...وجعنا...