ALdbour

والعا
|

ArabicEnglishFrenchGermanRussian
Youtube Twitter Facebook Email
  • كلمة ونص

    كلمة ونص

    شيطنة المجتمع"/غازي الكيلاني

  • فلسطينيات

    فلسطينيات

    Palestinian من هو اللاجئ الفلسطيني؟

  • نقطة ضوء

    نقطة ضوء

    الغرس الطيب في حقل المخيمات ...... !!/ غازي الكيلاني

  • فضاء حر

    فضاء حر

    التنظيم طموح أبنائه .......غازي الكيلاني/ غازي الكيلاني

  • فتحاويات

    فتحاويات

    حركة فتح العملاقة تواجه تحديات وجودية

  • نبض

    نبض

    الزرع في حقل التنظيم

Showing posts with label ملفات. Show all posts
Showing posts with label ملفات. Show all posts

سيناء كانت وستظل ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل وحلما لن تعوّضه- وثائق بريطانية

0 Comments

 



الجيش الإسرائيلي لقي مقاومة قوية من جانب المستوطنين اليهود الذين أجبروا على مغادرة مستوطنة ياميت في سيناء في أبريل/نيسان عام 1982.

سيناء كانت وستظل ذات أهمية استراتيجية لإسرائيل وحلما لن تعوّضه- وثائق بريطانية

عــــامـر سـلــطان 

سُئل العسكري والسياسي الإسرائيلي الراحل موشيه ديان ذات مرة عن قاعدة شرم الشيخ البحرية، التي أنشأتها إسرائيل في شبه جزيرة سيناء بعد احتلالها في حرب يونيو/ حزيران عام 1967 ، فقال إنها أهم من السلام مع مصر .

في النهاية، لم يُجدِ اعتراض ديان نفعا، وانسحبت إسرائيل من سيناء كلها، على مراحل، انتهت يوم 25 أبريل/نيسان عام 1982.

لكن شبه الجزيرة الاستراتيجية لن تفارق خيال الإسرائيليين، كما تكشف وثائق بريطانية.

تقول الوثائق إن الإسرائيليين لن يجدوا العوض عن سيناء التي هي "حلم" يراودهم.

وفي تقرير بمناسبة الاستعدادات لإعادة العريش، كبرى مدن سيناء، إلى مصر يوم 25 مايو/أيار عام 1979، قالت السفارة البريطانية في تل أبيب إن "أهمية سيناء لإسرائيل كانت، وتظل، استراتيجية".

"خنق إسرائيل"

خلص التقرير إلى أن سيناء بالنسبة للإسرائيليين "تعني أشياء كثيرة". وأضاف أنها "ساحة قتال ضار، غير أنها في أوقات أخرى ملعب مترامي الأطراف لجيش الدفاع الإسرائيلي، وحلم سياحي وذخيرة طبيعية ومشروع تجريبي زراعي. وهي أيضا نقطة التقاء تجمع البدو بالجمال. وفوق كل هذا هي امتداد لحدود إسرائيل الضيقة يوفر متنفسا روحيا من ضغوط الحياة".

كانت صحراء النقب ، جنوبي إسرائيل، هي البديل الوحيد أمام الجيش الإسرائيلي المنسحب من سيناء. وقدرت التقارير البريطانية تكلفة نقل القواعد والمنشآت العسكرية من سيناء إلى النقب بنحو مليار دولار أمريكي في عام 1979 وحده. ووصفت التقارير هذا التكلفة بأنها "عبء ثقيل".

وحسب المعلومات البريطانية، كان على الجيش الإسرائيلي أن "ينشىء حوالى 50 معسكرا جديدا في النقب، وطرقا جديدة طولها 695 كيلو مترا، ويعيد تعبيد طرق قائمة بطول 225 كيلومترا، ويمد أنابيب مياه بطول 700 كيلومتر وكابلات عالية الإجهاد بطول 1000كيلومتر، ونقل قرابة 90 مليون متر مكعب من التربة لبناء بنية تحتية جديدة في المنطقة".

غير أن تقييم البريطانيين حينها هو أن صحراء النقب "لن تكون أبدا بديلا" لسيناء.

تلك الخلاصة عن أهمية سيناء لإسرائيل استندت على فيض من المعلومات على ما حدث في الجزيرة منذ الاحتلال.

فيما يتعلق بالجانب الأمني لهذه الأهمية، قال تقرير السفارة إن إسرائيل "بررت احتلالها شبه الجزيرة بحرمان العدو من استغلالها في الهجوم عليها، أو خنق وصول إسرائيل إلى البحر الأحمر".وهذا ما يفسر، وفق التقرير، سلوك إسرائيل، مباشرة، بعد احتلال جيشها الجزيرة. وقال "أول تأثير للاستيلاء عام 1967 هو تدفق الدبابات والمركبات والرجال الإسرائيليين بأعداد تفوق بكثير عدد القوات المصرية التي حلوا محلها". وأضاف أن سيناء كلها "أصبحت ساحة تدريب عسكري".

إسرائيل هدمت كل شيء في المستوطنات في سيناء قبل إعادتها إلى مصر.

وفي إشارة إلى دراية تفصيلية بما يدور في سيناء، قال كاتب التقرير "نادرا ما يوجد واد أو منطقة من الهضبة الصحراوية لا تتقاطع فيها مسارات الدبابات أو تنتشر فيها فوارغ القذائف وأنواع الحطام العسكري الأخرى".

تبلغ مساحة سيناء نحو 61 ألف كيلومتر مربع، تمثل قرابة 6 في المئة من مساحة مصر الإجمالي، وهي امتدادها في القارة الآسيوية. وتعادل ما يقرب من ربع مساحة إسرائيل.

وبعد توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 ، بدأ الإسرائيليون الانسحاب، على مراحل، من شبه جزيرة سيناء. وتمت المرحلة الأولى ، بالانسحاب من العريش، ونُفذت المرحلة الأخيرة يوم 26 أبريل/نيسان عام 1982. وبات هذا اليوم عيدا وطنيا في مصر.

ماذا فعل الإسرائيليون في سيناء؟

تقول المعلومات البريطانية إن وصول الجيش الإسرائيلي "أحدث بشكل طبيعي تأثيرا ملحوظا على حياة سكان سيناء". وزاد عدد سكان سيناء "من 70 ألف نسمة عام 1967 إلى 90 ألف نسمة، بزيادة 28 في المئة".

وحسب المعلومات نفسها، فإن هذه الزيادة شملت مناطق السواحل أو الداخل على حد سواء، وهو ما رآه البريطانيون "حقيقة تعكس بلا شك الرخاء المتزايد الذي أصاب تقريبا كل سكان سيناء خلال هذه الفترة"، أي فترة الاحتلال.

اهتم البريطانيون أيضا بتتبع علاقة إسرائيل بالبدو سكان سيناء . ورأوا أنه نظرا لأن هؤلاء هم وحدهم القادرون على العيش في مناطق سيناء الداخلية الصحراوية، فإن الإسرائيليين "أولوا أهمية للحفاظ على علاقات ودية معهم". ولأهمية المنطقة، قررت إسرائيل أن "الحصول على أصدقاء أفضل من الحصول على أعداء فيها".

ورصد البريطاني أن الكثير من الإسرائيليين "لديهم رؤية رومانسية للبدو وشجعوا على توجه يتسم بالكرم تجاههم". فهؤلاء البدو "هم الوحيدون من بين عرب الأراضي المحتلة، ليس بينهم وبين إسرائيل أي نزاع بشأن الأرض أو الوضع الوطني". وهذا ربما يكون، وفق التقرير البريطاني "تفسيرا حقيقيا لهذه الظاهرة".

إسرائيل كانت تخطط للبقاء للأبد في سيناء، فأنشأت مزارع عمل فيها مستوطنوها إلى جانب بدو سيناء

لم يكن هذا هو نهج الجيش الإسرائيلي فقط، فقد شاركته فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وفق التقرير البريطاني، فإن شين بيت، جهاز الأمن العام الإسرائيلي"وجد أيضا أسبابا جيدة لتشجيع مشروعات الرعاية المعيشية لبدو سيناء، خاصة توفير إمدادات المياه للتجمعات المعزولة، لتشجيعهم على البقاء في المناطق الداخلية بدل الهجرة إلى المستوطنات الساحلية".

وانتهى تقييم البريطاني إلى أنه "يبدو أن البدو قبلوا هذا".

بعد حرب 1967 ، انسحب الجيش المصري إلى الضفة الأخرى من قناة السويس بينما حشد الإسرائيليون قواتهم على الضفة المقابلة، وبنوا خط بارليف في محاولة لمنع الجيش المصري من التفكير في العبور واسترداد سيناء. وظل هذا الوضع قائما حتى حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 .

وأحدث هذا الوضع تغييرات ملحوظة، وفق تقارير البريطانيين، في حياة سكان سيناء.

وتحدث عدد من هذه التقاريرعن تغييرات اقتصادية طالت حياة سكان سيناء فور بدء الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في أحد هذه التقارير أن "التغيير (الاقتصادي) الأكبر بالنسبة لبدو سيناء جاء خلال شهور بعد حرب 1967 مع احتشاد الجيشين على ضفتي قناة السويس ".

وقال إن السفر عبر القناة "أصبح صعبا لدرجة أن أشغالهم (سكان سيناء) التقليدية من التهريب خاصة تهريب الأسلحة والحشيش، باتت مستحيلة تقريبا". وأدى هذا إلى "انخفاض في دخل الكثير من البدو الرحل، وفرض تغييرا في طريقة حياتهم، ما شجع على عادات أكثر كسلا وعدم ترحال".

وهنا، جاء دور المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وفق ما تشير التقارير. فقد "أتاح وجود الجيش الإسرائيلي، في الوقت نفسه، في سيناء آفاقا جديدة للعمل، سواء في الأشغال التقليدية مثل قص الأثر والإرشاد والعمالة غير الماهرة مثل الحراسة والنظافة وغيرهما".

وفي عام 1970، أنشأت إسرائيل طريقا ساحليا ربط ميناء ومدينة إيلات (المعروفة أيضا بأ م الرشراش ( على ساحل خليج العقبة بمدينة شرم الشيخ.

يقول البريطانيون إنه بهذا "تحولت قرى بدوية صغيرة على طول الساحل إلى مراكز سياحية رئيسية"، وبذلك "حدث تغيير أكبر (في حياة الناس) مع وصول السياحة الإسرائيلية الهائلة".

"عقيدة بيغن: إلا رفح"

وبينما كان النقاش يستعر في إسرائيل بشأن الانسحاب الكامل من سيناء، طرح بعض الساسة الإسرائيليين، وأيدهم مناحيم بيغن رئيس الوزراء في ذلك الوقت، مبدأ استثناء رفح من أي اتفاق والاحتفاظ بها كاملة.

ولهذا لقيت رفح، الواقعة على حدود مصر وقطاع غزة الفلسطيني، اهتماما بريطانيا في ظل تركيز إسرائيل الأمني عليها. وقدَّرت السفارة البريطانية أن أهمية المنطقة "زادت بشكل خاص بعد حرب 1973".

وأشارت إلى أنه "منذ عام 1967، وبخاصة بعد عام 1973، كان جزء من الحكمة السياسية الشائعة في إسرائيل يقول إنه لا ينبغى أبدا إعادة رفح وجوارها إلى مصر لأنه يجب عزل قطاع غزة ومنعه من أن يصبح مرة أخرى خنجرا موجها إلى قلب إسرائيل".

ينضاف إلى هذا أن إسرائيل أنشات في رفح بعض المستوطنات الريفية ومستوطنة ياميت الحضرية التي كان يسكنها 1500 مستوطن يهودي.

وخلص البريطانيون إلى أن "تخلي الإسرائيليين عنها هو القرار الأصعب"، مقارنة بمناطق سيناء الأخرى.

غير أن إصرار مصر، في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، على استعادة سيناء كلها جعل بيغن يعدل عما وصفه تقرير السفارة البريطانية بأنه "عقيدة"، تتصل بوضع رفح.

وتحدث التقرير عن ضغوط مورست على بيغن بين شهري يناير/كانون الثاني وأكتوبر/تشرين الأول عام 1978، وبعد "شهور من التملص"، وافق في كامب ديفيد على أن يرد إلى مصر كل سيناء بما فيها المستوطنات المدنية ومطارات رفح.

غير أن السفارة البريطانية ألقت الضوء على تغييرات أحدثها الإسرائيليون جعلتها تؤكد أنه عندما تعود رفح إلى السيادة المصرية "لن تكون أبدا كما كانت عليه قبل عام 1967، أي منطقة شبه صحراوية يسكنها البدو ويزرعونها في فترات متقطعة".

فبعد الاحتلال أزيل، كما تقول معلومات السفارة، 12 ألف بدوي من الذين اعتادوا العيش في رفح، سواء كملاك أو مجرد سكان للأراضي، قسرا من مساحة تبلغ حوالى نصف مليون دونم (5 آلاف كيلو متر)، وأعيد توطين بعضهم في الجنوب.

مناحيم بيغن، رئيس وزراء إسرائيل الراحل (يسار الصورة) حاول إقناع الرئيس المصري الراحل أنور السادات (في الوسط) وخَلَفَهُ الرئيس الراحل حسني مبارك، بالسماح لإسرائيل بالبقاء في رفح لكنهما أصرا على استرداد سيناء كلها.

وقالت إن 1600 شخص من هؤلاء "نقلوا إلى مستوطنتين زراعيتين تجريبيتين تداران بأسلوب مماثل لإسلوب إدارة المستوطنات الجماعية الإسرائيلية في المنطقة".

وأضافت أن "معظم البدو، الذين لم يُوطنوا ظلوا يتلقون حصصا تموينية مؤقتة، أتيحت للعاطلين، وحالتهم بائسة تقريبا"، مشيرة إلى أنه "ليس هناك مؤشر على احتمال أن تتحسن حالتهم تحت الإدارة المصرية: إذ خسروا أرضهم، في غياب العمل، ولم يعد البدو يملكون وسائل إعالة أنفسهم".

في المقابل، كانت المستوطنتان الزراعيتان التجريبيتان ناجحتين نسبيا: الأولى هي الماسورة، التي يعيش فيها 600 بدوي، والثانية داهانيا، وتؤوي 1000 بدوي، أثبتتا أن البدو قادرون على التكيف مع المتطلبات الزراعية الحديثة وعلى إنتاج محاصيل زراعية بجودة تكفي لتصديرها، في خلال عام أو عامين من بدء التشغيل"، حسب تقرير السفارة البريطانية.

"صدمة إسرائيلية" و "وعد أمريكي"

وفي عام 1982 الذي استكمل فيه الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، أجرى السفير البريطاني في إسرائيل سير باتريك هاملتون موبرلي نقاشات مع الساسة الإسرائيليين، الذين أبلغوه بأن "رد سيناء إلى مصر تجربة صادمة لإسرائيل كلها".

وقال موبرلي، في تقرير عن الوضع العام في إسرائيل حينها، إن الإسرائيليين "يتركون حقول النفط والمطارات، والرحابة المريحة في فضاءات سيناء الخالية التي تمتعت بها إسرائيل على مدار 15 عاما".

ووفق تقييم السفير، فإن تخلي الإسرائيليين لأول مرة عن مستوطنات يهودية مثل ياميت "سبب للإسرائيليين الصدمة الأكبر".

كان لهذه "الصدمة" سبب اقتصادي حيوي. فحسب التقديرات البريطانية، حينها، فإن حقوق النفط في خليج السويس "أثبتت أهميتها الاقتصادية لإسرائيل، إذ توفر لها ما بين 20 في المئة إلى 30 في المئة من إجمالي احتياجاتها النفطية".

وهنا، يكشف تقرير السفير أن فاتورة "الخسائر" الإسرائيلية الناتجة عن التخلى عن حقوق النفط قد "قدمت مباشرة إلى الرئيس الأمريكي الذي استجاب لها دون أي تردد".

وتمثلت الاستجابة في "تعهد جديد من الإدارة الأمريكية بأن تكون الولايات المتحدة هي مزود إسرائيل بالنفط كملجأ أخير لمدة 15 سنة. وفي الوقت نفسه، تتحمل واشنطن، عبر معونات اقتصادية إضافية "دفع التكاليف الإضافية التي يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي لشراء النفط الذي لم تعد إسرائيل قادرة على استخراجه من سيناء".

في السياق نفسه، أشار التقرير إلى أهمية معاهدة السلام مع مصر في تهدئة مخاوف الإسرائيليين الاقتصادية من نتائج الا نسحاب من سيناء.

وقال إن "العنصر الجديد في معاهدة السلام هو أن المصريين سوف يأخذون على عاتقهم، وإن كان بكلمات فضفاضة، تزويد إسرائيل بالبترول المصري بأسعار السوق".

وتوقع كاتب التقرير أن "يراقب الإسرائيليون بحرص ما إذا كان الوفاء بهذا التعهد سوف يستمر أم لا في حال، أو بالأحرى عندما، تتدهور العلاقات السياسية بين إسرائيل ومصر، لأي سبب".

واعتبر أن هذا "سيكون اختبارا مثيرا للاهتمام لعملية التطبيع".

بعد عامين من استعادة مصر سيناء، أكد تقرير عسكري بريطاني أن سيناء ظلت تشغل حيزا كبيرا في التفكير الدفاعي في إسرائيل.

وفي تقرير كتبه عام 1986 عن "الدولة وتفكيرها الدفاعي"، وصف الملحق الدفاعي والبحري والجوي في السفارة البريطانية إسرائيل بأنها "دولة تحت السلاح، لا يسمح لها برفاهية أخذ فترات توقف دورية لمراجعة عقيدتها الأمنية".

وأشار إلى أن معاهدة السلام مع مصر "نزعت بشكل فعال سلاح شبه جزيرة سيناء"، وأنه "لو اختارت مصر مهاجمة سيناء، سوف يتعين على قواتها استخدام ثلاثة محاور لوجستية عابرة 80 ميلا من صحراء سيناء، وهي منطقة مكشوفة بلا مراكز لوجستية متقدمة ولا شبكات دفاع جوي أو تحصينات دفاعية".

ونتيجة لذلك "فلا يمكن إ كمال العملية بسرعة تكفي لتحقيق مفاجأة توقع خسائر غير مقبولة في مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي المرجح فوق شرقي سيناء".

وانتهى إلى أنه "طالما أمكن تحقيق هذا التفوق، فإن مصر لن تكون تهديدا ملحا لإسرائيل".



Read more

3 حروب كبيرة اشتعلت بمقتل رجل واحد ….. منها الحرب العالمية الأولى..

0 Comments

  

حروب كبيرة اشتعلت بمقتل رجل واحد ….. منها الحرب العالمية الأولى..

في الأيام الأخيرة كان اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عن طريق غارة جوية لصواريخ الطائرات الأمريكية بدون طيار سببًا في إثارة الجدل في الصحف، وبين المحللين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. البعض يرى أن اغتيال سليماني قد يتسبب في إشعال فتيل «حرب عالمية ثالثة»، قد تبدأ من خلال إيران بالرد على مقتل واحد من أبرز قادتها العسكرية. والبعض الآخر يرى أن مقتل رجل واحد لا يمكن أن يؤدي إلى حرب تؤرق العالم. في الحقيقة كان التاريخ شاهدًا على ثلاث من الحروب الكبيرة التي بدأت باغتيال رجل واحد، إحداها كانت الحرب العالمية الأولى.

اغتيال ولي عهد النمسا أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى

في صباح يوم أحد مشمس أشهر الشاب الصربي المراهق جافريلو برينسيب مسدسه عيار (9 مم) في وجه الأرشيدوق فرانز فرديناند ولي عهد النمسا. عدة رصاصات متتالية أردته قتيلًا على الفور في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة؛ فكانت تلك الحادثة هي الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى عام 1914.

كانت إمبراطورية النمسا في ذلك الوقت تضم بين أملاكها كلًا من المجر والبوسنة والهرسك منذ عام 1908 حين تنازلت السيادة العثمانية عن كافة حقوقها وسيادتها في البوسنة مقابل تعويض مالي، وتسعى الإمبراطورية النمساوية لضمِ بلاد الصرب الأخرى بعد أن فقدت أملاكها في إيطاليا، وكانت سراييفو مدينة صغيرة تتبعثر منازلها البسيطة حول نهر ملياشكا وأهلها معظمهم من أصل صربي متعصبين لقوميتهم، وقد كانت البوسنة حينذاك مسرحًا للثورات، يشعر مواطنوها بالغضب، تديرها النمسا ولا تملكها.

في 28 يونيو (حزيران) 1914 كان الأرشيدوق فرديناند يترجل من القطار بصحبة زوجته في مدينة سراييفو الصغيرة على استعدادٍ ليزور عاصمة البوسنة التي ضمها أخيرًا لأملاكه، حين قام الطالب الصربي بإطلاق النار عليه هو وزوجته، فقتلوا في بلدٍ غريب، إذ اعتبرت زيارة الأرشيدوق تحديًا للقومية الصربية. وكانت الصرب قد انتصرت للتو في حرب البلقان (1911-1913) ونجحت في إبعاد مقدونيا عن النفوذ العثماني، وتسعى لضم البوسنة أيضًا إلى محيط حدودها، والتي أصبحت في ذلك الوقت إحدى مناطق النزاع الدولي. ومحط أنظار العسكريين النمساويين الذين رغبوا في القضاء على صربيا قبل أن تصبح قوة لها خطرها.

)الطالب الصربي الذي قتل ولي عهد النمسا(

كانت البوسنة أيضًا مقرًا لعصابة «اليد السوداء» الصربية التي سعت حينها بنظرةٍ قومية إلى توحيد أقطار الوطن الأم وأصبحت العاصمة عشًا للدسائس ضد الإمبراطورية النمساوية؛ فكان هذا الحادث المأساوي هو الشرارة التي على إثرها سعت النمسا للانتقام بإعلان الحرب على صربيا بعد أن ضمنت مؤازرة ألمانيا لها في حربها، لتبدأ أولى معارك الحرب العالمية الأولى.

أثارت حادثة الاغتيال هذه الشعب النمساوي الذي خرج في كل أنحاء النمسا مطالب بتأديب صربيا. وفي 30 يوليو (تموز) من نفس العام حددت فيينا ساعة الصفر للحرب التي وقفت فيها برلين إلى جانب النمسا تشد أزرها وأنذرت السفن الألمانية باحتمال نشوب الحرب وفي الوقت ذاته أرسلت الإنذارات لكلٍ من لندن، وباريس، وسان بطرسبرج، تحذرهم من أن التدخل ما بين صربيا والنمسا قد يكون له عواقب وخيمة، وقد يشغل فتيل الحرب العالمية الأولى.

 كان العالم الأوروبي في ذلك الوقت يشهد حالة من الاحتقان؛ إذ كانت كل من بريطانيا، وفرنسا، وبلجيكا، تخشى على أراضيها من تدخلٍ ألماني في حالة نشوب الحرب، في حين أرادت برلين التأكد من التزام بريطانيا الحياد عند بدء الحرب مقابل ضمان الأمان للأراضي البريطانية والفرنسية. في الوقت ذاته كانت باريس ترغب في عودة منطقتي «الألزاس واللورين» إلى حدودها، أما النمسا فقد أرادت أن تجرد صربيا من الحلفاء لضمان الانتصار في الحرب الذي صارت فيما بعد الحرب العالمية الأولى وتوطيد أوصال إمبراطوريتها.

بحلول أغسطس (آب) من عام 1914 دارت رحا الحرب العالمية الأولى بين سبع دول، انقسموا إلى دول الحلفاء التي ضمت بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، ودول المركز التي ضمت ألمانيا، والنمسا، وبلغاريا، والدولة العثمانية. إذ جرى شحذ ما لا يقل عن 40 مليون مقاتل خلال الأسابيع الأولى من الحرب.

«حرب البسوس».. حين قُتِل كليب بن ربيعة

اشتهرت «حرب البسوس» في كتب التاريخ بحربِ الأربعين عامًا التي لاقت خلالها الجزيرة العربية الأهوال بين بني جشم وبني شيبان في العصر الجاهلي؛ إذ كان لمقتل كليب بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم على يد جساس بن مرة بن شيبان أثرًا بالغًا في إشعال فتيل حربٍ دارت رحاها لسنوات وكادت تفني القبيلتين.

عن ذلك يقول ابن الأثير: «كان بنو جشم وبنو شيبان أخلاطًا في دار واحدة، إرادة الجماعة ومخافة الفرقة، وتزوج كليب جليلة بنت مرة بن شيبان، أخت جساس». وعن بدء الحرب يقال أن رجلًا يدعى سعد بن شميس الجرمي قد نزل بالبسوس وهي خالة جساس، التي سميت الحرب على اسمها؛ وكان للجرمي ناقة قتلها كليب بن ربيع عندما كانت ترعى في أرضه، متحديًا في ذلك جساس بن مرة، الذي قال لكليب: «لئن وضعت سهمك في ضرعها لأضعن سنان رمحي في لبتك».

كان كليب حينذاك معروفًا بجبروته إذ كان يمنع أي شخص من أن يرعى إبله في أرضه، أو يوقد نارًا إلى جانب ناره، أو يمر حتى من بين يديه؛ فقالوا عنه: «كان ملكًا بغى على قومه»؛ إلا أن هذه الحادثة الصغيرة التي بدأت بمقتل الناقة أشعلت النار في صدر جساس الذي قال لخالته التي نعت موت الناقة: «سأقتل جملًا أعظم من هذه الناقة»، وخرج برمحه راكبًا فرسه وداهم كليب الذي خرج آمنًا من بيته، فطعنه من ظهره.

يقول ابن الأثير: إن كليب طلب من جساس شربة ماء قبيل موته، قائلًا: «يا جساس أغثني بشربة ماء»، فما كان من الأخير إلا أن تركه يقضي نحبه عطشانًا، ودارت بعدها رحى الحرب بين القبيلتين. ويقال إن الحرب انتهت بأن قام جساس بتربية هجرس بن كليب، وهو ابن أخته جليلة، وقد اتخذه مأخذ الأبن وزوجه ابنته؛ إلا أن هجرس قد علم في الأخير بحادثة موت أبيه، فطعن جساسًا وقتله ليكون بذلك آخر قتيل في حرب البسوس، قال هجرس وهو يهم بقتل خاله: «وفرسي وأذنيه ورمحي ونصليه، لا يترك الرجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه».


هكذا اشتعلت حرب المسلمين مع قبائل «الجات الهندوسية»

عام  1669 كانت أولى ما واجهه إمبراطور المغول أورنجزيب حرب المسلمين وقبائل «الجات الهندوسية»، والتي بدأت حين قام الجات بقتل الحاكم المغولي في بلادهم ماثورا، وكان يدعى الأمير عبد النبي خان؛ إذ أشعل موت الأخير على يد أهالي تلك المنطقة فتيل الحرب بين الجات والمسلمين، راح ضحيتها الآلاف.

عُرف عبد النبي خان بأنه أمير مسلم متدين، وافق على تطبيق وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية في الهند، وتولى ولاية مدينة ماثورا، وبنى جامعًا كبيرًا في المدينة، كان موقعه هو أطلال معبد هندوسي قديم، وهو الأمر الذي ثار من أجله أهالي المنطقة من الهندوس وقبائل «الجات»؛ إذ أعلنوا الثورة على السلطان المغولي بزعامة شخص يدعى جوكولا.

)جنود إمبراطورية المغول(

بدأت تلك الحرب عن طريق اعتداءات قبائل الجات على المسلمين وأراضي الإمبراطورية المغولية، وامتد هجومهم حتى وصل إلى مدينة أكرا الهندية الشهيرة، وهو الأمر الذي استدعى عالمكير الأول «أورنجزيب» إمبراطور الهند المغولي لإعداد جيش كبير عام 1670 ميلاديًا، بقيادة حسن علي خان وهو من قادة المغول العسكريين العتاة؛ إذ كانت الدولة المغولية تفخر به وبشدة بأسه، وقد أنزل الأخير بقبائل الجات الهندوسية هزائم عنيفة، حتى قيل إنه كاد يفنيهم عن آخرهم.

يقول المؤرخ الهندوسي شارما: إن ما أشعل فتيل الثورات التي قادها الهندوس وغيرهم إبان فترة حكم الإمبراطور أورنجزيب هو سياسة التعصب الديني والتزمت السياسي الذي بات شعارًا يرفعه إمبراطور المغول في وجه أبناء الإمبراطورية من الأهالي الشيعة والهندوس بحسبه؛ إذ عمل الإمبراطور الذي سعى لتطبيق الشريعة الإسلامية، بحسب المؤرخ الهندوسي على نفي التسامح الديني وهو ما خالف سياسة أسلافه، وعلى رأسهم جلال الدين أكبر؛ ما أشعل فتيل الحرب الأهلية في إمبراطورية الهند إبان فترة حكمه، وتميز عصره بنشوب الكثير من حركات التمرد والعصيان.

في تلك الحرب التي كادت تهدد نفوذ الإسلام وسيادته على الهند بلغ عدد القتلى من قبائل الجات الهندوسية ما يزيد عن 5 آلاف، في حين راح ضحيتها من المسلمين ما يزيد عن 4 آلاف قتيل.

 



Read more

كشفت وثائق بريطانية أنّ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمر بالبحث عن خليفة محتمل لعرفات بعد تصاعد انتفاضة الأقصى عام 2001

0 Comments

 

كشفت وثائق بريطانية أنّ الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمر بالبحث عن خليفة محتمل لعرفات بعد تصاعد انتفاضة الأقصى عام 2001.

المسعى الأمريكي جاء بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 بين عرفات "أبو عمار" وإيهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إثر تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ووفق الوثائق التي أُفرج عنها أخيراً، توقع بوش مبكراً أن يستخدم أرييل شارون، الذي خلف باراك في الحكم، قطاع غزة لإثارة الفرقة بين الفلسطينيين.

وتتناول الوثائق المباحثات والاتصالات التي جرت بين بريطانيا والولايات المتحدة، بعد شهور قليلة من تولى بوش الرئاسة في شهر يناير/كانون الثاني عام 2001، كانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي تفجرت بعد اقتحام شارون باحات المسجد الأقصى يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، في أوجها.

الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمر بالبحث عن خليفة محتمل لعرفات، بعد تصاعد انتفاضة الأقصى عام 2001

اقتحام شارون، محاطا بقوات أمن إسرائيلية، باحات المسجد الأقصى فجرت انتفاضة فلسطينية عام 2000

وطالبت إدارة بوش الزعيم الفلسطيني بوقف الانتفاضة تمهيداً لبدء مفاوضات أمنية مع إسرائيل. واستخدمت حق النقض "الفيتو" لإجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب ببحث مقترح بأن تشكّل الأمم المتحدة قوة مراقبة لحماية المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

شارون يهدي بوش صورة له وهو أمام حائط المبكي، التسمية الإسرائيلية لحائط البراق بالمسجد الأقصى.

وبعد إجهاض المشروع، جرت مباحثات هاتفية بين بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة قضية رئيسية فيها، وفقاً لما نشره موقع "بي بي سي عربي".

وبحسب محضر المباحثات الذي كتبه جون سويرز سكرتير بلير الشخصي، فقد أبدى رئيس الوزراء البريطاني "قلقه" على عرفات. وقال: "إنّ الزعيم الفلسطيني وصل إلى أقصى حدود ما يمكنه فعله بشكل بنّاء، وهو يعمل فقط على الاحتفاظ بموقعه". وأضاف أنّه "لم يعد لديه ما يقدّمه أكثر ممّا قدّم"، في إشارة إلى أنّه قدّم كل التنازلات الممكنة.

من جهته، وصف بوش عرفات بأنّه "ضعيف، ولا منفعة منه". وكشف عن أنّه طلب من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" البحث عن خلفاء محتملين للزعيم الفلسطيني، غير أنّه قال: إنّ الوكالة "بحثت في المشهد الفلسطيني بدقة، وخلصت إلى أنّه ليس هناك أيّ خليفة آخر".

وبعد نحو (4) أعوام من المسعى الأمريكي، توفي الزعيم الفلسطيني يوم 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004 في فرنسا، بعد فشل الجهود الطبية لإنقاذه من نزيف دماغي؛ بسبب ما قيل إنّه مادة سامة أدخلت إلى جسده، واتّهم فلسطينيون وعرب إسرائيل باغتياله، لكنّها أنكرت علناً أيّ مسؤولية عن موته.

وفيما لم تُشر الوثائق إلى موقف بلير من مسعى بوش للبحث عن خليفة لعرفات، غير أنّ التقييم البريطاني العام آنذاك، هو أنّ واشنطن تؤيد أفعال إسرائيل في التعامل مع الانتفاضة، بما في ذلك استهداف أفراد الدائرة الأمنية المقربة من عرفات.

تكشف الوثائق أنّ سعي بوش للبحث عن خليفة لعرفات كان مخالفاً لموقف كولن باول وزير الخارجية الأمريكي


باول يتسلم من عرفات هدية تذكارية خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكية لمقر الزعيم الفلسطينية في رام الله عام 2001.

فقبل (24) ساعة من اتصال بلير وبوش، كتب سويرز تقريراً قال فيه: "إنّ فريق بوش اتخذ مواقف متشددة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أعطت تعليقات بوش الليلة الماضية، التي طالب فيها عرفات بوقف العنف، فعلياً مباركته لضربات إسرائيل لحرس عرفات الشخصي". وكانت إسرائيل حينها تواصل تنفيذ عملية عسكرية تستهدف حراس عرفات، وقتلت أحدهم في ضربة بطائرة هليكوبتر بزعم المشاركة في هجمات على أهداف إسرائيلية.

وتكشف الوثائق أنّ سعي بوش للبحث عن خليفة لعرفات كان مخالفاً لموقف كولن باول وزير الخارجية الأمريكي. وقد أبلغ الوزير بلير، خلال لقائه به في واشنطن قبل (5) أسابيع بحضور بوش، بمخاوفه من سقوط الزعيم الفلسطيني، وقال: "لو انهارت السلطة الفلسطينية، فسنفقد عرفات".

وعلّق بوش واصفاً ياسر عرفات حينها بأنّه "تاجر جيد"، لكنّه أضاف أنّه "ليس متأكداً من أنّه يمكنه إبرام اتفاق" مع إسرائيل.

واشترط باول "السيطرة على العنف أوّلاً" قبل أن تشارك الولايات المتحدة بفعالية في حلّ المشكلة، وقال: إنّه "سوف يبلغ الأطراف الإقليمية بأنّ الولايات المتحدة سوف تشارك بقوة، ولكن بواقعية"، وأضاف: "فقط عندما تكون الأطراف مستعدة للمشاركة، يمكن أن تؤدي الولايات المتحدة دوراً فاعلاً".

وفي الشق الاقتصادي، اشترط باول توصل الفلسطينيين مع إسرائيل إلى ترتيبات أمنية وبناء الثقة، "بعد ذلك يمكن أن يبدأ النشاط (العون) الاقتصادي بالتدفق مرة أخرى" على السلطة الفلسطينية. وحسب باول، فإنّ السلطة كانت تتلقى فقط (10) ملايين دولار من إجمالي (90) مليون دولار تحتاجها شهرياً".



Read more

«وجهان لعملة واحدة».. هكذا دعمت الصهيونية صعود النازية

0 Comments

 

«وجهان لعملة واحدة».. هكذا دعمت الصهيونية صعود النازية

محمد آدم

كاتب ومدون مصري يكتب بالعربية والإنجليزية، مهتم بالسياسة والاقتصاد والفنون والفلسفة، وأول مصري يصل إلى القائمة القصيرة لمسابقة "بي بي سي" الدولية للمسرحيات



بما صار من المعلوم بالضرورة في أوساط أنصار القضية الفلسطينية في العالم أن الصهيونية هي مجرد نسخة أخرى من النازية، وذلك بناءً على واقع يعيشه أكثر من 14 مليون فلسطيني يعيشون في فلسطين المحتلة وفي الشتات؛ واقع تدعمه بيانات وتقارير دولية تثبت جريمة الفصل العنصري وجرائم ضد الإنسانية للكيان الصهيوني المحتل، مثل تقرير «هيومان رايتس ووتش» الصادر عنها في أبريل (نيسان) 2021.

لكن ما لا يعلمه كثيرون هو أن التاريخ يدعم تلك السردية أيضًا، ويقدم أدلة موثقة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الصهيونية رأت في النازية الناشئة مثالًا حيًّا لما يجب أن تكون عليه من حيث نقاء العرق والقيم القومية المتطرفة، ما دفعهما إلى التعاون معًا في فترات مختلفة بالعقد الرابع من القرن العشرين بشكل مباشر وغير مباشر حتى زوال النازية بشكلها الأصلي في العقد الخامس.

من ضمن الكتب التي تناولت هذا الموضوع هو كتاب «51 وثيقة: تعاون الصهاينة مع النازيين» المنشور عام 2010 للكاتب الأمريكي «ليني برينر»، والذي يعرض وثائق ومقالات وخطابات ورسائل، بعضها كان لقادة الحركة الصهيونية، وبعضها الآخر كان لمنظريها، يعبرون فيها عن رؤاهم الداعمة أو المتماشية مع رؤى النازية بشأن الأحداث الواقعة في تلك الفترة مثل تهجير اليهود والهولوكوست.

في هذا التقرير، نستعرض معًا بعضًا من تلك الوثائق ونحاول فهم سياقاتها التي كتبت فيها بغرض فهم طبيعة التعاون بين الصهيونية والنازية في تلك الفترة.

المسألة اليهودية في أوروبا: الصهاينة والنازيون يدٌ واحدة

اشتركت الصهيونية مع النازية حين نشأ كلاهما في كنف هدف واحد على الأقل، وهو حل المسألة اليهودية في أوروبا. فمع استعمار الإمبراطوريات الأوروبية للدول ذات الأعراق الأخرى حول العالم، نشأ لدى الطبقة الفكرية الأوروبية شعور بالتفوق العرقي، وبدأوا ينظرون إلى أوروبا بوصفها قارة للأعراق الأوروبية فقط.

بداية من القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين، تناول المفكرون والمنظرون والفلاسفة الأوروبيون وضع اليهود في أوروبا، ونظروا إليه بوصفه مسألة تحتاج إلى حل. فوفقًا لأولئك المفكرين والفلاسفة، لا مستقبل لليهود في أوروبا إن استمروا في التمسك بدينهم وعاداتهم وتقاليدهم المغايرة للأوروبيين.

بعضهم رأى أنه يمكن إدماج اليهود في المجتمع الأوروبي عن طريق إعادة تثقيفهم وخلقهم على صورة الأوروبيين، وبعضهم رأى أن اليهود عرق لا تناسبه إعادة التثقيف، وأنه لا حل إلا في تهجيرهم من أوروبا حفاظًا على نقاء الأعراق الأوروبية وثقافتها، وكان الصهاينة والنازيون معًا من أنصار الحل الثاني لأسباب مختلفة.

كان من أهداف النازية الرئيسة خلال نشأتها بداية العقد الثالث من القرن العشرين هو حل المسألة اليهودية، ومضى الأمر على ثلاثة مراحل، أولها كانت كتابة هتلر برنامج الخمسة وعشرين نقطة عام 1920، وفيه صرح بأن ألمانيا لا يمكنها أن تكون إلا لمن يحملون دمًا ألمانيًّا، وأن اليهود عرق أدنى من العرق الآري، لذلك فإنه يجب معاملتهم بصفتهم ضيوفًا على ألمانيا تنطبق عليهم قوانين خاصة بالأجانب. أيضًا، منع البرنامج الهجرة إلى ألمانيا من الأعراق الأخرى، وقضى بترحيل من هاجروا إلى ألمانيا بعد بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914.

ومع وصول الحزب النازي إلى السلطة، بدأت المرحلة الثانية، وهي تطبيق سياسات وقوانين تحول اليهود الباقين في ألمانيا إلى مواطنين درجة ثانية، وتجبر بعضهم على الهجرة وترك البلاد. وبدأت المرحلة الثالثة مع بداية الحرب العالمية الثانية، وفيها وُطن النازيون اليهود في بولندا ومدغشقر، ثم بدأوا في إبادتهم بشكل نظامي فيما عرف «بالحل النهائي للمسألة اليهودية».

لم تصب المفكرين الأوروبيين والنازيين عدوى التفوق العرقي وحدهم في تلك الفترة، بل امتدت للصهاينة أيضًا؛ ترجموا شعار «الأرض الألمانية لمن يحملون دمًا ألمانيًّا» إلى «الأرض اليهودية لمن يحملون دمًا يهوديًّا»، ورأوا منطقًا وشيئًا حميدًا في سياسة الحاخامات في العصور الوسطى التي كانت تقضي بعدم تهويد المسيحيين حفاظًا على نقاء العرق السامي.

كان من ضمن الصهاينة الذين تأثروا بذلك الفكر هو فلاديمير جابوتنسكي؛ أحد قادة الحركة الصهيونية في روسيا ومؤسس حركة المراجعة الصهيونية التي خرج من رحمها حزب الليكود في دولة الاحتلال، والذي ترأسه آرييل شارون وبنيامين نتنياهو.

 

فلاديمير جابوتنسكي

في رسالة له بعنوان «رسالة عن الحكم الذاتي» عام 1904، يؤكد جابوتنسكي على اعتقاده بأن اليهود لا يمكنهم أن يكونوا جزءًا من المجتمعات الأوروبية، وهو بذلك يؤمن بما يؤمن به النازيون في هذا الخصوص؛ يقول جابوتنسكي في رسالته:

«إنه من غير المعقول أن يتأقلم يهودي مولود لأبوين يهوديين ولأجيال يهودية عديدة مع الروح الألمانية أو الفرنسية. إن اليهودي الذي تربى وسط الألمان يمكنه أن يتبع التقاليد الألمانية، وأن يتحدث باللغة الألمانية، ويمكنه أن يكون مغموسًا في السائل الألماني، لكن روحه ستظل يهودية إلى الأبد، لأن دمه وجسده وملامحه يهودية. مستحيل أن يتعايش شخص ما مع أناس يختلف دمه عن دمهم. ولكي يحصل ذلك له، عليه أن يغير جسده ويصبح واحدًا منهم بالدم. لا توجد طريقة أخرى».

دعم المنظمات الصهيونية للنازية في زمن قبل الهولوكوست

بعد أن رأى الصهاينة والنازيون في بعضهما شريكًا لحل المسألة اليهودية، ترجموا تلك الرؤية إلى تعاون مشترك على الأرض يدفع باتجاه هدفهما في تهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين. في تصريح له عام 1936، قال المفوض لشئون اليهود في الرايخ الألماني هير هينكل عند سؤاله عن سبب تفضيل ألمانيا النازية للصهاينة من بين اليهود: «إننا نفضل الصهاينة عمدًا لأنهم اليهود الوحيدون الذين أعطوا ضمانة رسمية ومقبولة للتعاون مع الحكومة».

بالطبع، يشير هينكل في تصريحه إلى «اتفاقية هافارا» عام 1933، وهي الاتفاقية التي جرت بين وزارة الاقتصاد في ألمانيا النازية والفيدرالية الصهيونية الألمانية برعاية البنك الإنجليزي الفلسطيني، ويسرت هجرة أكثر من 60 ألف يهودي ألماني إلى فلسطين في الأعوام ما بين 1933 و1939.

قضت الاتفاقية بأن ينقل يهود ألمانيا جزءًا من ثرواتهم إلى فلسطين عن طريق بيعهم أصولهم في ألمانيا، ورأت جميع الأطراف في ذلك حلًّا عمليًّا للمسألة اليهودية. فمن طرف اليهود الألمان، قدمت لهم الاتفاقية مخرجًا من الاضطهاد المتنامي في ألمانيا. وبالنسبة لليهود في فلسطين، وفرت لهم الاتفاقية عمالة مهاجرة ودعم اقتصادي. أما بالنسبة للألمان النازيين، فقد كانت الاتفاقية سبيلًا لتحييد التهديد اليهودي للاقتصاد الألماني بعد حركة المقاطعة التي قام بها يهود أوروبا وأمريكا ضد ألمانيا النازية عام 1933 اعتراضًا على القوانين والسياسات المجحفة بحق اليهود في حينها.

جدير بالذكر أن الصهيونية عارضت تلك المقاطعة التي قام بها اليهود حول العالم، ووضعت هدفها تهجير اليهود من ألمانيا فوق حماية حقوق اليهود في البلاد عن طريق المقاطعة، وذلك حسب كتاب «اتفاقية الانتقال: القصة غير المحكية للاتفاق السري بين الرايخ الثالث ويهود فلسطين» المنشور عام 1984 عن دار ماكميلان للمؤرخ الأمريكي إدوين بلاك.

عام 1932، انتقل جوستاف كرويانكر؛ المحرر بأقدم دار نشر صهيونية أوروبية، من ألمانيا إلى فلسطين، وظل يدعو بعدها إلى تعاون شامل بين الحركة الصهيونية العالمية وبين النازيين. وفي مقالة مطولة له بعنوان: «الهافارا (الانتقال): سؤال حيوي للحركة الصهيونية»، انتقد كرويانكر معارضي الاتفاقية قائلًا: «ينبغي أن يستطيع اليهود الألمان الذهاب إلى فلسطين. أي شخص يعترض على فكرة أنهم (أي اليهود الألمان) قد يفضلون عدم الذهاب إذا أعطيت لهم الإمكانية مثل بقية الشعوب اليهودية في العالم؛ فإنه لا يستطيع تقدير الحالة الخاصة للمشكلة الألمانية».

«دعهم يحترقون!» سياسة المنظمات الصهيونية خلال الهولوكوست

هنا يتجلى السؤال: ما الذي كانت تعمل عليه المنظمات الصهيونية الموجودة في أثناء الهولوكوست؛ أكبر كارثة في التاريخ اليهودي الحديث؟ الإجابة موجودة في خطاب ألقاه يتسحاق جروينباوم في اجتماع لقادة الصهيونية في فلسطين عام 1943 تحت عنوان: «عن الهولوكوست وردة الفعل»، ويتسحاق جروينباوم هو قيادي صهيوني بولندي ورئيس هيئة الإنقاذ الفلسطينية المعنية بالحرب العالمية الثانية والتابعة للمنظمة الصهيونية العالمية.

يتسحاق جروينباوم

«ولكن في هذه الأيام بإريتز-يسرائيل (أرض إسرائيل، في إشارة إلى فلسطين)، يقول الناس: (لا تضعوا إريتز-يسرائيل في مقدمة أولوياتكم بهذا الوقت الذي يعاني فيه يهود أوروبا من النكبة والدمار). أنا لا أقبل ذلك. وحينما سألني أحدهم: (ألا يمكنك أن تستعمل المال من كيرين هايسود (منظمة جمع تبرعات في فلسطين المحتلة) لإنقاذ اليهود في الشتات؟) قلت: (لا!) ومجددًا، أقول لا. يقول لي الأصدقاء إنه حتى وإن كان ما أقوله صحيحًا، فلا حاجة لإذاعته على الملأ في أوقات الحزن والقلق هذه. وأنا أختلف معهم، لأننا يجب أن نقف أمام هذه الموجة التي تسعى لوضع أنشطة الصهيونية في المرتبة الثانية (بعد إنقاذ اليهود في أوروبا). ولأجل هذا، دعاني بعض الناس بأنني ضد السامية، فقط لأننا (الصهاينة) لا نسخر أنفسنا لأعمال الإنقاذ بالكلية».

لم ينته كلام جروينباوم الصادم هنا، والذي عبر عن سياسة الحركة الصهيونية في تلك الفترة العصيبة على اليهود الأوروبيين، بل يكمل:

«في الشهور القليلة الماضية، وقفت في مناظرة أمام شخص يقول (إن الصهاينة يريدون إعطاء فتات ما يتبقى من الجهود والموارد المستخدمة في بناء إريتز-يسرائيل إلى جهود إنقاذ اليهود في أوروبا المغزوة). وسألني هذا الشخص: (ألن تتوقفوا عن العمل في إريتز-يسرائيل في وقت يقتل فيه اليهود ويذبحون بمئات الآلاف وبالملايين في حين ينبغي لنا تركيز جميع الجهود لإنقاذهم؟ لا تبنوا مستوطنات جديدة، ولا تشتركوا في أعمال بناء بالبلاد، بل أنفقوا الأموال لإنقاذ ومساعدة اليهود في الشتات). لو لم تكن الصهيونية أولًا، فإنه كان من الممكن أن أتجاوب مع كل هذه الأسئلة بالقبول. لو لم تكن الصهيونية هي النقطة المركزية لكل وأي زمن، سواءً كان زمن نكبة أو زمنًا اعتياديًّا، لكان الجواب على كل تلك الأسئلة بالإيجاب».

وينهي جروينباوم خطابه بقوله:

«الصهيونية فوق الجميع. يجب علينا تأكيد ذلك وقتما تحدث كارثة تثنينا عن حربنا للخلاص في صهيون».

يوضح لنا هذا الخطاب، ووثائق أخرى مذكورة في كتاب «51 وثيقة: تعاون الصهاينة مع النازيين»، كيف تغاضى الصهاينة عن الهولوكوست ومعاناة اليهود الأوروبيين لأجل مشروعهم الاستعماري في فلسطين، لكنهم ما إن سنحت لهم الفرصة لاستغلاله فيما، بعد حملوه على أكتافهم واستجدوا به التعاطف والتمويل من يهود العالم، وابتزوا به ألمانيا لتدفع لهم تعويضات تقدر بمليارات اليوروهات.

عصابة شتيرن.. محاولة الصهيونية القتال لأجل النازية

أسس أفراهام شتيرن؛ القائد العسكري في جماعة «إيرجون» الصهيونية المسلحة، عام 1940، جماعة مسلحة أخرى في فلسطين تحت اسم «محاربون من أجل حرية إسرائيل»، وعرفت فيما بعد بالاسم الذي أطلقه عليها البريطانيون «عصابة شتيرن».

كانت عصابة شتيرن معادية للوجود البريطاني في فلسطين بشكل قاطع، وأطلقوا عدة هجمات ضد عدد من المسؤولين البريطانيين هناك، بالإضافة إلى مطارات وسكك حديدية ومواقع إستراتيجية أخرى في فلسطين بذلك الوقت، حتى أنهم طلبوا المعونة من دول المحور لإجلاء البريطانيين عن فلسطين بشكل كامل.

أفراهام شتيرن

تقدم شتيرن عام 1941 باقتراح إلى هتلر عن طريق اثنين من الدبلوماسيين الألمان في لبنان. وجدير بالذكر أن هذه الرسالة لم تصل الرسالة إلى هتلر، إذ أرسلها الدبلوماسيون إلى سفارة ألمانيا في تركيا ووجدت هناك بعد الحرب.

يبدأ الاقتراح في الرسالة بالحديث عن المسألة اليهودية، وكيف أن رؤى النازية بشأن الحل تتفق مع رؤى الصهيونية، ثم ينتقل إلى توضيح آراء شتيرن بشأن ذلك الحل في ثلاث نقاط:

يمكن للمصالح المشتركة أن توحد بين النظام الأوروبي الجديد تحت ظل النازية، وبين تطلعات الشعب اليهودي القومية في فلسطين.

توجد إمكانية للتعاون بين ألمانيا الجديدة وبين دولة عبرانية.

سيكون من مصلحة ألمانيا إنشاء الدولة اليهودية التاريخية على أساس قومي وشمولي عن طريق معاهدة مع الرايخ الألماني، لأن ذلك سيؤدي إلى تقوية الموقف الألماني في الشرق الأدنى.

ويتبع شتيرن تلك النقاط باقتراحه قائلًا: «إنطلاقًا من هذه الآراء، فإن المنظمة الوطنية العسكرية في فلسطين، تحت شرط قبول التطلعات القومية المذكورة أعلاه من قبل الرايخ الألماني، تعرض استعدادها للمشاركة في الحرب إلى جانب ألمانيا».

بعد نحو عام من إرسال هذا الاقتراح إلى ألمانيا النازية، قُتل شتيرن على يد القوات البريطانية في فلسطين عام 1942، وقبض على كثير من القيادات العسكرية بالعصابة، لكنها لم تتفكك إلا حين قيام دولة الاحتلال عام 1948؛ إذ جرى إدماجها في جيش الاحتلال مع عصابات أخرى مثل الهاجاناه

لمن لا يستطيع قراءة الواقع، فإن هذه الوثائق تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أننا نعيش اليوم مع نازية جديدة قديمة لا يحاربها العالم ولا يرى فيها خطرًا على السلم والأمن العالميين، بل ترسل لها الولايات المتحدة سنويًّا ما يزيد على 3.8 مليارات دولار معونة عسكرية تستخدمها في قمع شعب بأكمله تحت سمع العالم «الحر» وبصره، الذي يعادي النازية بكل ما أوتي من قوة، ويحابي الصهيونية، الوجه الآخر للعملة ذاتها!




Read more

ALdbour

أبيرغمان يروي رحلة عماد مغنية من فتح إلى “القوة الصاعدة”
 

Follow Us On

Aldbour
© ; اللهم ولي علينا من يصلح ويصلح .© ; ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا Aldbour

Aldbour

...
على الدوام..© الحصاد من جنس البذار ;©من يزرع نذالة ..© يحصد خيانة

... في القدس من في القدس إلا إنت

...الأمل ابقى والحق سينتصر

Copyleft © 2012 ALdbour
...وجعنا...