ALdbour

والعا
|

ArabicEnglishFrenchGermanRussian
Youtube Twitter Facebook Email
  • كلمة ونص

    كلمة ونص

    شيطنة المجتمع"/غازي الكيلاني

  • فلسطينيات

    فلسطينيات

    Palestinian من هو اللاجئ الفلسطيني؟

  • نقطة ضوء

    نقطة ضوء

    الغرس الطيب في حقل المخيمات ...... !!/ غازي الكيلاني

  • فضاء حر

    فضاء حر

    التنظيم طموح أبنائه .......غازي الكيلاني/ غازي الكيلاني

  • فتحاويات

    فتحاويات

    حركة فتح العملاقة تواجه تحديات وجودية

  • نبض

    نبض

    الزرع في حقل التنظيم

Showing posts with label مجلة. Show all posts
Showing posts with label مجلة. Show all posts

حوار مع د. نبيه بشير: الصهيونية الدينية وإقامة "دولة الشريعة" بين النهر والبحر

0 Comments

 

حوار مع د. نبيه بشير: الصهيونية الدينية وإقامة "دولة الشريعة" بين النهر والبحر

حاوره: سليمان أبو ارشيد

تحرير: عرب 48

 في مراجعته لكتاب "الثورة الثالثة" ليائير نهورئي، عن مخطط الصهيونية الدينية لبلوغ "دولة الشريعة" الصادر مؤخرا، والتي نشرت في مجلة "قضايا إسرائيلية"، اعتبر الباحث في الدراسات اليهودية، د. نبيه بشير، هذا الإصدار إضافة نوعية في المجال كونه يتمتع على حد قوله بمساهمتين مركزيتين؛ تتلخص الأولى في رصد مواد شفهية لقيادات مركزية تنتمي للجناح السياسي لتيار "الصهيونية الدينية"؛ فيما تتمثل الثانية في رصد مواد موثقة تفيد بوجود مخطط في تيار "الصهيونية الدينية" يسعى إلى التغلغل في كافة المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، لا سيما في الجيش ومواقع صنع القرار، وكذلك التغلغل الملموس في حزب الليكود واحتلاله من الداخل، وذلك من أجل إحداث "انقلاب في نظام الحكم" وتحقيق الغاية المتمثلة بـ"دولة الشريعة" اليهودية.

وكان بشير قد أشار في أبحاث سابقة إلى هذه المحاولة في إطار رصده للتحولات الجوهرية التي مرت بها الصهيونية الدينية، ومراحل تطور التيار قيد التشكل والمتمثل في ما بات يطلق عليه "الحريدية الصهيونية" أو "الحريدية القومية" واختصارا باللغة العبرية "حَردليم"؛ وهو يفيد في هذا السياق استنادا إلى العديد من المراقبين، بأن التيار "الصهيوني الديني" يعتمد مخططًا إستراتيجيًا منذ نهاية السبعينيات، يرمي إلى التأثير على الوعي اليهودي عمومًا والإسرائيلي خصوصًا، من خلال أنشطة وغرس موظفين ينتمون إليه في مختلف المؤسسات، وتولي وزارات محددة أهمها وزارة التربية والتعليم "للتأثير على الأجيال القادمة عبر صياغة المعارف التي تنكشف إليها وبلورة ذاكرتها التاريخية وهويتها، إلى جانب وزارتي الزراعة والبناء والإسكان لإقامة المستوطنات وتعزيزها والداخلية، لأنها الطرف الأهم في كل ما يتعلق بتحويل الميزانيات والمنح المختلفة والتخطيط للبلدات والمستوطنات الجديدة".



د. نبيه بشير


وينقل بشير على لسان عضو الكنيست السابق وأحد مؤسسي حركة "غوش إيمونيم" الاستيطانية، حنان بورات، قوله إن هذا التيار قد وضع إستراتيجية جديدة منذ مطلع الثمانينيات ترمي إلى دفع الأبناء المنتمين لهذا التيار للانضمام للجيش والانخراط في وسائل الإعلام، كخطوة نحو تغيير الوعي والثقافة السياسية في إسرائيل.

ويرى بشير أن تيار "الصهيونية الدينية" حقق نجاحًا كبيرًا، إذ حقق مشروع الاستيطان إنجازات كبرى، فيما نجح التيار بتطعيم الخطاب السياسي العام في إسرائيل بالقيم والتصورات والمفاهيم الدينية، وجر أجزاء واسعة من المجتمع الحريدي المناهض مبدئيًا للصهيونية إلى المشاركة في مشاريع الاستيطان، والتقرب من المجتمع الإسرائيلي بواسطة الخدمة العسكرية أو المدنية، إلى جانب احتلال مناصب مرموقة في وسائل الإعلام المركزية، وإنشاء وسائل وقنوات اعلامية مؤثرة، واستجلاب الدعم المادي الهائل من يهود الولايات المتحدة من اجل تمويل نشاطاته.

لإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع في ظل صعود تيار الصهيونية الدينية واحتلاله مواقع مؤثرة في الحكومة المقبل، أجرينا هذا الحوار مع الباحث د. نبيه بشير:

"عرب 48": كباحث في الدراسات اليهودية تتبعت أبحاثك تطور هذا التيار... لم تتفاجأ من صعود "الصهيونية الدينية" في الانتخابات الأخيرة؟

بشير: أبحث هذا الموضوع منذ عام 1975، ونشرت مقالات وكتبًا وحذرت أنا وغيري من الخطر المحدق. ولكننا، نحن، لا نريد أن نسمع ولا نريد أن نواجه، وقياداتنا تخاف من أن تعرف لكي لا تضطر للمواجهة والتصدي. الآن لا مجال بعد للتهرب لأننا أصبحنا وجهًا لوجه مع هذا الواقع المتمثل بحكومة ووزارات على غاية من الأهمية.

والمشكلة أننا نفتقر الى أدوات المواجهة، فلم نطور خطابًا لمواجهة الخطاب الديني الصهيوني، ولم نستعد مسبقا للتصدي له ولأخطاره المنتظرة.

"عرب 48": دعنا قبل ذلك نرجع الى أسباب تصاعد قوة هذا التيار..

بشير: بنظرة تاريخية إلى الوراء نرى أن "الحركة العمالية" هي من صاغت الرواية العلمانية الصهيونية، وأنها لم تكن معنية بإبراز الخطاب الديني، بل بتحييده، وإذا ما عدنا إلى ما قبل هرتسل، سنرى أن هذا الخطاب كان حاضرًا، لكن "الحركة العمالية" سيطرت بصورة قوية وحجبت الخطاب الديني وقيدته لعقود من الزمن، إلى أن صعد مناحيم بيغن عام 1977 للحكم وأطلق إساره.

"عرب 48": ولكن الصهيونية العلمانية بنت خطابها، كما نعرف، على الرواية الدينية التوراتية أيضا..

بشير: لكنها كانت تخفي الخطاب الديني وتخجل به، وتحاول تسويق نفسها بواسطة خطاب السعي لإيجاد ملجأ ليهود العالم المضطهدين، لأن هذا الخطاب كان مقنعًا للعالم. ومن أعطى دفعة كبيرة للخطاب الديني الصهيوني هو الراف "كوك الأب" في العشرينيات من القرن الماضي، وهو الذي طور الادعاء أو المفهوم الذي يقول إن كل هذه الأحزاب العلمانية هي أدوات لتحقيق الأهداف الدينية، وهو خطاب أخذ زخمًا كبيرًا بعد احتلال عام 1967، وجاء الراف كوك الابن وأعطاه دفعة أخرى.

لقد أخذت الصهيونية الدينية بعد احتلال 1967 زمام المبادرة وشكلت من خلال حركة "غوش إيمونيم" رأس حربة في الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، وفي قيادة المشروع الاستيطاني الجديد.

نشاط لحركة غوش إيمونيم في الضفة الغربية (المكتبة الوطنية الإسرائيلية(

"عرب 48": لقد لعبوا دور المكمل للحركة الصهيونية العلمانية و"إبطال" المرحلة الثانية للاستعمار الاستيطاني في فلسطين، إن صح التعبير...

بشير: من يقرأ أدبيات هذا التيار يدرك أنهم يؤمنون بأن "الخلاص الإلهي" يتجسد في الاستيطان، وأنك كيهودي لا تستطيع أن ترى الخلاص بإشارات إلهية إلا إذا أنشأت استيطانًا واسعًا، وبالنسبة لهم الاستيطان لا يقتصر على الضفة الغربية، بل يشمل كل فلسطين، وهم يعتبرون أن كل مساحة من الأرض لا يوجد فوقها حضور يهودي كأنها ليست لهم، حتى لو كان هذا الحضور رمزيًا. انظر حول مدينة سخنين في الجليل مثلا، أقيمت خمس مستوطنات، وفي مستوطنتين منها، يسكن أربعة أشخاص فقط في كل واحدة.

ما حصل مؤخرًا أن جزءًا كبيرًا من مفكري ومثقفي الصهيونية العلمانية أصبحوا يتماهون مع الخطاب الديني، وهذا دليل على أن الهوية اليهودية العلمانية هي هوية ليست مقنعة بما فيه الكفاية، وأنها عندما تربط نفسها بالتوراة وبنتاج آلاف السنين تصبح مقنعة أكثر.

"عرب 48": تريد أن تقول إن الفكر الديني اليهودي أصبح أكثر طغيانًا وزحف باتجاه "القلاع" العلمانية اليهودية، ويكاد أن يطيح بها..

بشير: صحيح، هذا الأمر يجري بشكل بطيء ولكن مدروس، وهو مخطط له ومغطى بميزانيات وفرها حكم الليكود، بمعنى أنهم يتمتعون بغطاء فكري ودعم مادي حكومي، ناهيك عن الضخ الأميركي الذي يتدفق إليهم من الجاليات اليهودية.

كذلك ظهور الخطاب اليميني المحافظ وتصاعده أميركيًا وعالميًا أعطاهم وأعطى لحكم اليمين الإسرائيلي عمومًا غطاءً عالميًا.

"عرب 48": ربما الخطاب الصهيوني العلماني كان مقنعًا بحدود عام 1948، وغير كاف لمد السيطرة الإسرائيلية على كل فلسطين..

بشير: قمت مؤخرًا بترجمة خطاب لموشيه ديان (الرجل القوي في عهد حكومة إشكول) ألقاه بعد أسبوعين من انتهاء حرب 1967 بحضور دافيد بن غوريون وشمعون بيرس، ويقول فيه "إن الشعب اليهودي في أرض إسرائيل يحتاج إلى مدى حيوي". هذه النظرية مأخوذة من ألمانيا النازية، التي كانت تقول إن الألمان شعب عبقري وجبار ولا يستطيع أن يعيش في مكان ضيق وبحاجة إلى مدى حيوي. هذه كانت ادعاءات النازية.

قال ديان أيضًا إنه لا يستطيع إرجاع هذه الأرض لأنها أرض الأجداد، "الخليل ونابلس وبيت إيل أرض أبائنا وأجدادنا". لاحقا أعطوا هذا الخطاب بعدًا أمنيًا، ولكن في الحقيقة هو خطاب سياسي أيديولوجي عنصري واستعلائي.

"عرب 48": عودة إلى كتاب نهورئي، فهو يتحدث عن مخطط لقلب نظام الحكم في إسرائيل من قبل الصهيونية الدينية..

بشير: صحيح، إنه يتحدث بإسهاب عن هذا المخطط وملامحه والتفاصيل والآليات والأساليب والسياسات المستخدمة لتحقيقه، من خلال السعي للتغلغل في جميع المؤسسات المركزية والسعي إلى قيادتها. ولتحقيق هذا الهدف يتوجب خلق نموذج اجتماعي يعتمد على أنموذج عميق وجدي.

هم يدفعون بهذا المخطط للأمام ككرة ثلج شيئًا فشيئًا. أما كيف يتحقق هذا المخطط الروحاني - الاجتماعي من الأسفل... فهو بواسطة تشكيل فئة من الأشخاص تكبر شيئًا فشيئًا، كمًّا وكيفًا، بحيث من يشاهدهم يسعى للانضمام إليهم في مسيرتهم.

هذا هو المبدأ الأول والرئيس، كما يقول نهورئي، تشكيل هذه الفئة من النخبة وإقامة بؤر توراتية تتوزع في كافة المدن والبلدات الإسرائيلية، وتعمل في مختلف المجالات التربوية و"التطوير" والاستيطان وغيرها.

كما يقضي المخطط باستغلال الخدمة العسكرية من أجل إحداث تغيرات جوهرية في الجيش وفي المجتمع الإسرائيلي، من خلال التأثير على الجيش لتغيير ثقافته وملائمتها لتوجهات الجنود المتدينين، والتأثير على الجندي العلماني باتجاه التقرب من الدين بتأويلاته الصهيونية، واستغلال الجيش من أجل احتلال قلب المجتمع الإسرائيلي وتغييره.

د. نبيه بشير: باحث متخصص في الدراسات اليهودية، ومحاضر في الدراسات الإسرائيلية في جامعة بير زيت.



Read more

عضو كنيست يكشف خبايا اتفاقية التطبيع الإماراتية-الإسرائيلية

0 Comments

 

في مقال لعضو الكنيسيت سامي أبو شحادة نشرته صحيفة “الغارديان” تحدث فيه عملية تصويت الكنيست الخميس على اتفاقية تطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة. مؤكدا أن الغالبية ستصوت لصالح الخطوة التي تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية بشكل كبير، وهي: إدامة الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف. والبرلمانيون الذين يؤمنون بالعدالة والمساواة سيصوتون ضد الاتفاقية. و”لكن للأسف نحن أقلية صغيرة”.

وأضاف “وزعت علينا هذا الأسبوع نسخا من الاتفاقية والتي قرأتها باللغات الثلاث (العربية والعبرية والإنجليزية) واستنتجت مجموعة أمور. أولها أن من قام بكتابة الاتفاقية بكل من اللغات الثلاث فصلها لتناسب الجمهور.  فبينما تكررت كلمة “التطبيع” عدة مرات في النسختين الإنكليزية والعبرية، فإن الكلمة غائبة تماما في النسخة العربية. إن هذه اتفاقية تجارية ولكنها تنشئ علاقات دبلوماسية وليست اتفاقية سلام. ولم تذكر كلمة “ضم” (الأراضي الفلسطينية المحتلة) أبدا”.

وعلق قائلا: “لا يمكن التعامل مع هذه الاتفاقية خارج سياق الحملة الانتخابية الرئاسية وحاجة الرئيس ترامب إلى قصة نجاح بعد كثير من الفشل. والاعتراف بالمستوطنات غير الشرعية على أنه جزء من إسرائيل لن يغير القانون الدولي”.

مضيفا أن قطع المساعدات عن المستشفيات الفلسطينية لن يجبر الفلسطينيين على القبول بالهيمنة الإسرائيلية. و”كما تذكر هذه الاتفاقية في مقدمتها فإنها تقوم على خطة ترامب التي تقنن الاحتلال وتتبنى تماما السردية اليمينية الصهيونية وتقتل احتمال قيام دولة فلسطينية مستقلة. كما تهدد وضع الأماكن المقدسة في القدس وتتعامل مع الفلسطينيين كأنهم غرباء في وطنهم. ويجب على الإمارات التي هي بلد عربية تزعم أنها تهتم بفلسطين أن ترفض هذا الإطار كما فعل معظم المجتمع الدولي”.

وتتحدث الاتفاقية عن “التعايش مع أنه تساءل ” “فلماذا تتحدث إسرائيل عن “التعايش” مع بلد يبعد عنها آلاف الكيلومترات؟ وفي نفس الوقت هناك داخل حدودها 100 ألف مواطن عربي يعيشون في قرى أقدم من الدولة نفسها ولكنها غير معترف بها وتفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء؟”.

ويعلق أن التمييز والعنصرية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين الإسرائيليين، وهم الشعب الأصلي الذين يشكلون 20% من عدد سكان البلد حاضر في كل مناحي الحياة. وهناك أكثر من 50 قانون تميز ضد المواطنين غير اليهود. كما أن القطارات الإسرائيلية لا تتوقف في أي مدينة عربية. وكان بإمكان وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتز رئيسا لوزراء إسرائيل لو وافق على شراكة مع الأحزاب العربية. ولكنه فضل أن يصبح الشريك الأصغر في الائتلاف الإسرائيلي الحالي.

وما “تحتاج إليه فقط هو النظر إلى الوفد الإسرائيلي الكبير الذي ذهب إلى الإمارات في آب/ أغسطس: لم يكن بينهم أي مسؤول غير يهودي. صحيح أن بنيامين نتنياهو وحكومته يغردون باللغة العربية، ولكن جزءا من إرثهم هو قانون يهودية الدولة العنصري الذي يقلل من مكانة اللغة العربية”.

و”بالنسبة للإمارات، فإن الاتفاقية هي بالفعل تبرع سخي لحملة ترامب الانتخابية، وتمنح أبو ظبي المزيد من الأسلحة والمعلومات الاستخباراتية. ونظرة سريعة على الإعلام الإسرائيلي يظهر مدى حماسة الشركات الأمنية الإسرائيلية لهذه الصفقة”.

ويتساءل مرة أخرى: “ماذا عن الحقوق الفلسطينية؟ لم تذكر حتى مجرد ذكر. وماذا عن ايقاف الضم الإسرائيلي؟ هذا الأسبوع تنوي إسرائيل المصادقة على 5000 وحدة سكنية جديدة لتوسيع المستوطنات غير الشرعية بشكل أكبر”.

ويلفت الانتباه قائلا “ربما والأكثر إدهاشا هو أن الاتفاقية تذكر القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن “الاتفاقيات الدولية”، فماذا عن القرار 2334 حول عدم شرعية المستوطنات؟ أو القرار 478 الذي دعا كل البلدان أن تنقل ممثليها الدبلوماسيين خارج القدس؟ وماذا عن ميثاق الأمم المتحدة الذي يحث البلدان على “اتخاذ اجراءات فعالة وجماعية لمنع وإزالة التهديدات للسلام”؟ فترامب ونتنياهو يقوضان كل فكرة النظام العالمي القائم على القوانين”.

ويواصل أن الضم يستمر على الأرض. وتستمر اسرائيل في هدم البيوت الفلسطينية لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية. ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكينازي يطمئن نظرائه الأوروبيين بأن الضم “توقف”.

ويختم بالقول “لكل هذه الأسباب أقول لهذه الاتفاقية لا، كما يجب أن يقول أي شخص تهمه العدالة. فهذه الاتفاقية تمثل بالضبط عكس السلام الإقليمي والمساواة وتحقيق الحقوق الفلسطينية التي كان يجب أن يتم منذ زمن”.



Read more

وطن قومي لليهود... في العريش (وسيناء) خالد الحروب

0 Comments


وطن قومي لليهود... في العريش (وسيناء)
خالد الحروب
كاتب وأكاديمي من فلسطين

تعود البدايات الفعلية لفكرة محاولة الحصول على كيان قومي لليهود في سيناء إلى سنة ١٨٩٨ حين زار تيودور هرتزل، رئيس المنظمة الصهيونية، مصر وفلسطين في أكتوبر من تلك السنة. رتب هرتزل رحلته تلك على عجل حتى يقابل القيصر الألماني وليام الثاني في إستانبول أولاً، ثم في فلسطين لاحقاً خلال رحلة القيصر المُخطط لها إلى الأراضي المقدسة. وبالفعل استطاع هرتزل مقابلة القيصر في إستانبول وشرح له              
   طموحاته بالحصول على تفويض من الدولة العثمانية لإستيطان أراض فيها سواء في سيناء أو فلسطين، ووعده بأن اي كيان يهودي في الشرق سوف يكون تابعاً لألمانيا وسوف يعمل على تفريغ ألمانيا من كل العناصر المشاغبة والثورية (اليهودية) التي تزعج القيصر، الذي راقت له الفكرة نظرياً. استمزج وليام الثاني المُقترح الذي قد يؤدي ليس فقط إلى التخلص من كتلة يهودية كبيرة وتهجيرها من ألمانيا، بل وأيضاً استثمار اليهود في الشرق لصالح توسيع النفوذ الألماني. في وقت لاحق خفت حماس القيصر للفكرة إثر إعلامه بأن مشروعاً كهذا سوف يثير غضب السلطان العثماني وقد يزعزع التحالف معه. 


في رحلته تلك استقل هرتزل قطار "الشرق السريع" إلى إستانبول التي منها سوف يبحر في سفينة ركاب إلى الاسكندرية ومنها إلى فلسطين، برفقة المحامي الصهيوني الألماني ماكس بودينهايمر، بالغ الحماس لفكرة الاستيطان اليهودي. في القطار سأل هرتزل بودينهايمر عن مقدار مساحة الأرض التي يعتقد أن اليهود يحتاجون إليها في الشرق، فأجابه: "مساحة تمتد من ضفاف مصر إلى الفرات، تسيطر عليها مؤسسات خاصة بنا لفترة انتقالية، يرأسها حاكم يهودي. وبعد ذلك، تكون لنا علاقة مع السلطان (عبد الحميد) شبيهة بعلاقته مع مصر. وحالما يصل عدد اليهود إلى ثلثي السكان، تتعزز الإدارة السياسية (لنا)...". إثر إهمال القيصر الألماني، تبعاً لإستشارات سياسية، فكرة هرتزل الذي كان ينشط بهمة في أروقة القصور الأوروبية باحثاً عن دولة كبرى تتبنى مشروعه، ركز الزعيم الصهيوني جهوده على لندن. وقد كانت أنظاره متوجهة دوماً نحو بريطانيا العظمى التي كان وسواه من قادة المنظمة الصهيونية يعتبرونها المثل الأعلى في استعمار أراضي البلدان البعيدة. 
منذ تلك الزيارة ظلت فكرة العريش وسيناء على رأس جدول الحركة الصهيونية، وانتقلت إلى مرحلة جديدة سنة ١٩٠٢. ففي تلك السنة وبناء على تعليمات من هرتزل وضع ديفيد تريتش، أحد القادة والكتاب الصهاينة الألمان (١٨٧٠ـ ١٩٣٥)، والذي كان من أشد أنصار فكرة سيناء والعريش، خطة مفصلة بناءً على زيارات للجان استكشافية مسحت المنطقة وقدمت تقارير مفصلة، واستهدفت شمال سيناء والعريش. كان إغراء الفكرة يقوم على أساس قرب الأرض المُستهدفة من "أرض الميعاد" وبكونها زراعية ومغرية للاستصلاح ولإمكانية استجلاب المياه إليها من نهر النيل. عُرف تريتش بكونه واحداً من الصهاينة ذوي الأفكار الاحتلالية الاستيطانية القصوى (Zionist Maximalism) إذ كان يؤمن ويدعو إلى استيطان "فلسطين الكبرى" من قبل اليهود، والتي ضمت بحسب رؤيته فلسطين وشمال سيناء وقبرص معاً. وقد اختلف مع هرتزل و"صهيونيته السياسية" التي اعتمدت سياسة الحصول الأولي على تفويض رسمي من إحدى القوى الكبرى للاستيطان في فلسطين أو غيرها قبل الشروع في شراء الأراضي، فيما رأى تريتش أولوية وضرورة الشروع فوراً في شراء واستيطان أية أراض قريبة من فلسطين حتى لو كان ذلك من دون تفويض أو قبول الدول الكبرى. وكان تريتش قد بدأ بتنفيذ أفكاره هذه سنة ١٨٩٩ عبر إرسال جماعات أولية إلى قبرص. ثم حول اهتمامه إلى العريش وشمال سيناء، وظل مهتماً بهما رغم رفض اللورد كرومر والحكومة المصرية فكرة جلب يهود إلى المنطقة. وفي وقت لاحق أعاد تريتش فتح الملف مرة أخرى رغم الرفض المصري والمعوقات الأخرى، وفي سنة ١٩٠٦ نظم بعثة استكشاف إلى العريش وشارك فيها. ويُذكر أيضاً أن تريتش نفسه دعا لاحقاً إلى تعاون وثيق بين الصهيونية وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وكان رافضاً ومنتقداً لفكرة "الاستيطان البطيء" في فلسطين داعياً إلى هجرات موسعة وفورية إليها.
تخلى هرتزل عن تريتش وشكك في "مبالغاته" وتقاريره التي تستهل فكرة استيطان العريش وشراء أراضيها، وفي سنة ١٩٠٢ اعتمد على غيره. ويقول في مذكراته أنه أرسل اليهودي غرينبيرغ إلى مصر، واستلم منه في نوفمبر من نفس السنة رسالة مختصرة يقول له فيها "إنه من المُحتمل أننا نقف على عتبة الحصول على تفويض بريطاني وإنشاء دولة يهودية". وفي ٢٣ أكتوبر ١٩٠٢ وبعد جهود وتدخل من مؤيدين للصهيونية في لندن، التقى هرتزل مع جوزيف شامبرلين وزير المستعمرات البريطاني وفصل له فكرة إقامة كيان قومي ليهود أوروبا في إحدى مناطق نفوذ التاج البريطاني، وكيف ستخدم مصالحه. أخبره أيضاً عن اتصالاته ومفاوضاته مع السلطان عبد الحميد بهذا الشأن. ثم طرح عليه فكرة منح اليهود ثلاث مناطق دفعة واحدة: قبرص، العريش، وشبه جزيرة سيناء. شامبرلين رد عليه بأنه لا يستطيع التحدث إلا عن قبرص بكونها تقع تحت السيطرة والسيادة البريطانية فعلياً، بينما العريش وسيناء يتبعان ولو ونظرياً السيادة المصرية، برغم وجود اللورد البريطاني كرومر كحاكم فعلي في القاهرة. وحتى قبرص فإنها لن تكون سهلة بكونها مأهولة بالسكان وليس بالإمكان طردهم لإحلال اليهود مكانهم. قدم هرتزل بناء على ذلك رداً يتأسس على احتقار الأجناس والشعوب الأخرى ومثقل بالعنصرية، إذ قال لشامبرلين إنه سوف ينشئ "الشركة الشرقية اليهودية" برأسمال خمسة ملايين جنيه، ويُناط بها استعمار سيناء والعريش وتحويلهما إلى منطقة مزدهرة بجهود سكانها اليهود. وعندها سوف ينشأ اهتمام شديد عند القبارصة لجذب بعض من "مطر الذهب"، أي اليهود، إلى جزيرتهم. وبعد ذلك، أي بعد تزايد أعداد اليهود في الجزيرة، فإن مسلمي الجزيرة سوف يغادرونها، أما اليونانيين فيها فإنهم سيبيعون أراضيهم لليهود طواعية ورغبة في الحصول على الأثمان العالية التي سوف يجنونها، وإثر ذلك يرحلون إلى اليونان أو كريت. هكذا وبكل سهولة افترض هرتزل أن شعوب وسكان المناطق الأخرى سوف يبيعون أوطانهم وأراضيهم طعماً في المال. وضع هرتزل المُقترح في شكل حكم ذاتي يهودي مستقل لكن تحت السيادة المصرية العامة، وقد حول رئيس الحكومة البريطانية آنذاك، آرثر بلفور، المقترح إلى اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في القاهرة لإبداء الرأي. 
وقد أرسل كرومر في القاهرة لجنة استكشافية سنة ١٩٠٣ للمنطقة لدراسة الاقتراح على الأرض، وخلصت إلى أن استصلاح الأرض قد يكون صعباً لمهاجرين قادمين من أوروبا، لكن برغم تلك الصعوبة فإن الإمكانية قائمة إذا تم نقل مياه النيل إليها. واقترحت اللجنة البدء في مزارع صغيرة بغرض التجربة وقبل الشروع بفتح الباب لهجرة أعداد كبيرة من اليهود. تحمس هرتزل للمشروع بشكل كبير ورأى فرصاً كبيرة لتحققه على الأرض. وفي لقاء مهم آخر له مع شامبرلين في إبريل ١٩٠٣ أعاد طرح الفكرة معه. في ذلك اللقاء أخبر شامبرلين هرتزل أنه في الأشهر الماضية زار مناطق عديدة من الإمبرطورية ومنها مصر، وهناك التقى كرومر وتحدث معه حول المقترح. وأشار إلى أن تقرير البعثة التي أرسلها كرومر إلى العريش لم يكن إيجابياً، فرد عليه هرتزل بأن سيناء والعريش "بلد فقير، لكن نيتنا أن نعمل منها شيئا آخر". ثم قدم هرتزل مرافعة لافتة لشامبرلين مشدداً على الفائدة السياسية التي ستجنيها بريطانيا من إنشاء الكيان اليهودي في العريش. وقال إن الأراضي هناك لا تساوي شيئاً وليس ثمة أحد مستعد لأن يدفع فلساً من أجل شرائها، سوى نحن (اليهود) لأن لنا أهدافاً سياسية. ثم ركز على أن كياناً يهودياً سوف يكون في خدمة الإمبرطورية البريطانية وأنه "يجب أن يكون مفهوماً بأننا سوف نضع أنفسنا تحت راية بريطانيا فقط، وليس تحت الراية المصرية... وعندما نكون تحت راية بريطانيا في العريش، فإن فلسطين سوف تؤول إلى دائرة النفوذ البريطاني أيضاً". ثم تابع هرتزل مرافعته بأن بريطانيا لن تدفع شيئاً في كلفة الأرض وإن المال اليهودي سوف يتكفل بذلك، وكان قد رصد ميزانية خمسة ملايين جنيه لغرض استيطان سيناء. ولدفع شامبرلين للموافقة على الفكرة والحماس لها، قال هرتزل إن إضافة مستعمرة جديدة لبريطانيا سوف تُعتبر إضافة مجيدة في سجل شامبرلين نفسه.
بيد أن أفكار هرتزل وسواه ومخططات الاستيطان في سيناء وإقامة وطن قومي لليهود فيها مكملة ومتماهية مع جهود يهودية سابقة للاستيطان في صحراء النقب الفلسطينية وشراء أراض فيها. وهذه الجهود تعود إلى سنة ١٨٨٢ عندما زارت بعثة من منظمة "أحباء صهيون" المنطقة لاستكشاف إمكانية شراء وتملك أراض فيها. وقد كتب رئيس البعثة آنذاك، ز. د. ليفونتين أن هناك عناصر عديدة إيجابية تسهل فكرة الشراء والتملك، منها رخص الأراضي، وتوفر مساحات واسعة غير مأهولة يمكن الحصول عليها من دون صعوبة، وبعدها عن الأماكن المقدسة الخاضعة لمراقبة وتنافس الدول الكبرى، وقربها من البحر. وبالفعل أثمرت تلك الجهود في الحصول على عرض بالغ الإغراء للجمعية سنة ١٩٠٣ من قبل باشا القدس التركي (خلال حكم السلطان عبد الحميد!) وجهه إلى مناحم يوسيشكن، أحد قادة منظمة "أحباء صهيون" خلال زيارته الثانية للنقب. وقد تضمن العرض منح المنظمة نصف مليون دونم من أراضي بئر السبع بسعر بخس. ولم يصدق يوسيشكن العرض وأرسل مباشرة إلى هرتزل في فيينا طالباً موافقته على العرض، إلا أن هرتزل رفض ذلك بانتظار أن يحصل على قبول كلي وعام من قبل إستانبول لشراء الأراضي في فلسطين كلها وليس فقط في صحراء النقب.

 



Read more

"وطن قومي يهودي"... في بلاد الرافدين خالد الحروب

0 Comments

 





"وطن قومي يهودي"... في بلاد الرافدين
خالد الحروب
كاتب وأكاديمي من فلسطين

ارسلت الجمعية اليهودية الاستعمارية Jewish Colonization Association بعثة دراسة ميدانية إلى العراق سنة 1909 لجمع المعلومات والتعرف على البيئة المحلية ورفع تقريرها للجمعية لمواصلة نقاش فكرة إقامة وطن قومي لليهود في بلاد الرافدين. وصلت البعثة إلى العراق ومكثت فيه أكثر من نصف سنة ما بين نوفمبر 1909 ويونيو 1910، وخلال هذه الأشهر الطويلة درست كل ما له علاقة بالعراق من ناحية المصادر الطبيعية والمناخ والزراعة والمياه وخصوبة التربة والسكان وإمكانيات استقبال مئات المهاجرين اليهود من روسيا تحديداً في ذلك الوقت، ثم من سائر البلدان الأوروبية والعالم. المخطط الأولي كان يتضمن ترحيل مائة ألف يهودي من أوكرانيا إلى العراق، يمثلون بداية لمشروع استيطاني كبير يوفر كياناً ليهود أوروبا.
كانت بلاد الرافدين قد أصبحت من وقت مبكر على رأس المناطق والبلدان التي رشحتها الصهيونية باعتبارها جغرافية مفتوحة وتحتوي على عوامل مشجعة لإقامة وطن قومي لليهود. إلى جانب العراق اختبرت الصهيونية عبر بعثات ميدانية أو مفاوضات مع الدول الكبرى والاستعمارية عدة احتمالات أهمها: منطقة العريش في سيناء، الجزء الشرقي من ليبيا، جزء من شرق إفريقيا (عُرف باسم "مقترح أوغندا")، أجزاء من كندا، أجزاء من أستراليا، قبرص، أجزاء من الأرجنتين، أجزاء من أنغولا، وطبعاً فلسطين. لكن فلسطين لم تكن الخيار الأول في التفكير الصهيوني المبكر الذي طرحه ليون بنسكر المؤسس الحقيقي للفكرة الصهيونية، قبل ثيودور هرتسل، في كتابه "الانعتاق الذاتي" سنة 1882. بنسكر ركز على أن "عبقرية" الشعب اليهودي أهم من الجغرافية التي من الممكن أن يقيم عليها دولته، ولهذا يمكن أن تبقى فلسطين القبلة الروحية لليهود لكن لا تصلح لأن تكون وطناً لهم لأنها تحت سيطرة قوى أخرى. حتى هرتسل نفسه في كتابه "الدولة اليهودية" كان متردداً بين فلسطين والأرجنتين كاحتمالين لإقامة الوطن القومي لليهود فيهما. وقد استمر التشتت والشد والجذب داخل الحركة الصهيونية بين مقترح فلسطين والمقترحات الأخرى لأزيد من عقدين، ولم يُحسم بشكل شبه نهائي إلا مع صدور التصريح الشهير والمشؤوم لوزير الخارجية البريطاني آثر بلفور عام 1917، والذي حدد موقفاً بريطانياً رسمياً مؤيداً لفكرة هجرة اليهود إلى فلسطين ولاحقاً الاستيلاء عليها. 
فكرة إقامة وطن قومي لليهود في بلاد الرافدين، أو في Aram Naharaim وهو التعبير التوراتي الذي درج استخدامه آنذاك في المراسلات الصهيونية والنقاشات، برزت لأول مرة في أواخر سنة 1899 خلال لقاء بين السفير الأمريكي في استانبول (أوسكار شتراوس، يهودي الديانة) وثيودور هرتسل. وبقيت تلك الفكرة على الأجندة الصهيونية وتقدمت على كثير من المقترحات الأخرى بسبب القرب الجغرافي للعراق مع فلسطين، ونظراً للبعد الديني أيضاً بكون العراق أصل الديانة الإبراهيمية والمكان الذي انطلق منه إبراهيم إلى فلسطين. وكان أحد أهم المتحمسين لفكرة استعمار بلاد ما بين النهرين من قبل يهود العالم الصهيوني الشهير يسرائيل زانغويل مؤسس وزعيم ما كان يعرف بالمنظمة اليهودية الإقليمية (أو التوطينية) Jewish Territorial Organization. وكان زانغويل ومنظمته على خلاف مع تيار المنظمة الصهيونية الذي ركز كل جهوده على فلسطين، واعتبر زانغويل أن الضرورة العملية وإنقاذ يهود أوروبا وروسيا من الاضطهاد يجب أن يدفع الحركة الصهيونية للبحث عن بديل لفلسطين حتى لو كان مؤقتاً، وليس أفضل ولا أقرب من العراق. بل إن زانغويل اعتبر أن تعبير "بلاد الرافدين" يشمل جغرافية المنطقة الواقعة بين فلسطين ونهر دجلة، وبالتالي فإن إقامة وطن لليهود في طرف من تلك المنطقة سوف يتيح التطور والتوسع تدريجياً باتجاه فلسطين. لكن حتى داخل "المنظمة الصهيونية نفسها والتي اختلف معه زانغويل كانت هناك قناعة كبيرة بفكرة استيطان العراق من قبل اليهود، وكان الرجل الثالث في المنظمة، وهو أوتو واربيرغ أحد أهم القيادات التي روجت واشتغلت على هذه الفكرة. وتفاوض مع مهندسين زراعيين ومساحين لدراسة الأرض ميدانياً. 
امتلك زانغويل تأثيراً كبيراً سواء داخل الحركة الصهيونية او خارجها، كما تمتع بشبكة علاقات دولية قوية حتى داخل الدولة العثمانية. وجاء من خلفية يهودية أرثوذكسية لأب روسي وأم بولندية هاجرا إلى بريطانيا. وفي لندن بزغ اسمه ككاتب كوميدي ناجح وفرض نفسه في دوائر الثقافة والإعلام والسياسة. وقد تبنى نظرة استعمارية واستعلائية تجاه الشعوب الأخرى ولم يكن يتردد في استخدام أوصاف عنصرية إزاء السكان المحليين الذين يتواجدون في البلدان والمناطق التي كانت منظمته تدرسها كجهات محتملة لإقامة الدولة اليهودية عليها. وبالنسبة له فإن الحل الحاسم لأي سكان أصليين قد يعيقون مشروع هجرة اليهود ودولتهم هو الترحيل القسري وبالقوة. ولم يكن يؤمن بالإبقاء حتى على أية أقلية من السكان الأصليين ضمن المجموعة السكانية الأكبر التي يجب أن تكون يهودية صرفة. 
وحول سكان العراق ومآلاتهم والنظرة إليهم في حال أقيمت الدولة اليهودية هناك كانت أفكار زانغويل تعج بالعنصرية والاحتقار وعدم اللامبالاة. وفي صيف 1909 وقف خطيباً في مدينة ليدز البريطانية وسط أنصاره ليقول: "...أنتم تعلمون أن المنظمة اليهودية الإقليمية قد اختارت بلاد الرافدين كي ينظر فيها الشعب اليهودي كخيار أول. ما هي بلاد الرافدين هذه؟ إنها جزء مهمل من الإمبراطورية التركية ليس فيه إلا عدد قليل من المدن والسكان، بعضهم استوطن سلمياً لكن الغالبية بدو متنقلين متوحشين ويخضعون للسيطرة التركية اسمياً فقط... إنها أرض غير مأهولة... لا تساوي شيئاً في السوق! ومن الذي سيحرث أرض بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا)؟ من الذي سيبني سكك القطارات، والأهم من الذي سيركبها؟ هل سيركبها الأكراد والبدو؟ هل سيقوم هؤلاء ببيع خيولهم العربية ويستقرون في المزارع؟". عبر زانغويل عن النظرة الاحتقارية الاستشراقية والكولونيالية التي استبطنتها الصهيونية بشقيها حين تحدثت عن الشعوب والجماعات خارج سياق "الأسياد الأوروبين" المتسيدين. وقد اعتبر الزعماء الصهاينة أنفسهم وحركتهم جزءاً من الحضارة الأوروبية التي لها الحق أن تستعمر حيث شاءت على وجه الأرض من دون أي اعتبار لشعوب البلدان التي تُستغل وتُستعمر. ويذكر هنا أن هرتسل نفسه كان التمثيل الأهم لهذا الاستبطان الكولونيالي في التفكير الصهيوني، وكان قد سجل بوضوح في كتابه "الدولة اليهودية" (1896) بأن بناء دولة يهودية في فلسطين سوف يمثل "جزءاً من الجدار الحامي لأوروبا في آسيا، وقاعدة أمامية للحضارة في وجه البربرية"! 
الأمر المهم إيراده هنا هو أن يهود العراق وبغداد رفضوا بشدة المقترحات الصهيونية بجلب يهود أوروبا إلى العراق. وقد عبر عن هذا الرفض حاهام يحزكيل أحد قادة ووجهاء يهود بغداد وعضو الوفد البرلماني التركي الذي توجه إلى انكلترا وفرنسا في تلك السنوات. وفي هذه الزيارة صرح يحزكيل بوضوح أن الحكومة التركية ويهود العراق لا يقبلون الفكرة الصهيونية بجلب يهود أوروبا إلى بلدهم. وأن هذا الرفض ينسجم مع هويته وهويتهم، فهو يرى نفسه يهودي الديانة، عربي الثقافة، عراقي القومية، وبالتالي فإن اليهودية من هذا المنظور لا تتعارض مع العروبة. 
بعد صدور وعد بلفور حُسم النقاش داخل الحركة الصهيونية بشقيها، المتوجه نحو فلسطين حصرياً، والمتوجه نحو مناطق أخرى عموماً. وفي إثر ذلك أغلقت ملفات المقترحات المتعددة لبناء كيان يهودي عليها، بما في ذلك مُقترح العراق. لكن العراق ظل دائماً (وحتى الآن) في دائرة الهدف الصهيونية، حيث أعيد فتح ملف العراق من قبل الصهيونية الإقليمية (التوطينية) بعد أن وحدت جهودها من الشق الثاني من الصهيونية وتحول تركيزها الكلي نحو فلسطين. وإعادة فتح الملف هذه المرة كانت بهدف معالجة إحدى المعضلات الاساسية التي تواجه الصهيونية في فلسطين، وهي وجود شعب متجذر فيها ولا يمكن تجاوزه. فكان الحل الذي عرضه زانغويل هو ترحيل الفلسطينيين إلى بلاد الرافدين وبالتالي إفراغ الأرض وتجهيزها لتستقبل غالبية يهودية من أوروبا. وجادل زانغويل بأن هذا الترحيل هو أفضل بكثير من العيش في احتكاك وصراع متبادل مدى الحياة، وهو بمثابة إحداث ألم كبير مرة واحدة بدلاً من الآلام المتواصلة، تماماً مثل "خلع الضرس المؤلم"، الذي يزيل الألم مرة واحدة. 


Read more

الملك توت عنخ امون: صانع الذهب

0 Comments

 



قبل الإغلاق المفروض على لندن بسبب تفشي فيروس كورونا، كان معرض ساتشي يستضيف معرض توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبي، قبيل الذكرى المئوية لاكتشاف هوارد كارتر لمقبرة الملك الصغير عام ١٩٢٢.
عُرضت ال١٦٦ قطعة أثرية في جولة دولية قيل أنها ستكون الأخيرة قبل أن تعود القطع إلى مصر بشكل نهائي. و لكن تحقيقا أجراه الصحفي المصري جهاد عباس وبي بي سي عربي كشف أن صفقة الحكومة المصرية لإقراض هذه القطع الأثرية إلى وكالة IMG التابعة لهوليوود، ربما تكون انتهكت القوانين المصرية الخاصة بحماية الكنوز القديمة التي لا تقدر بثمن.
معرض لصور نادرة لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
ما سر الهوس العالمي بمقبرة توت عنخ آمون؟
كما حصلت بي بي سي عربي على وثائق تظهر أن مسؤولين كباراً حذروا من توقيت العرض.

أكد منظم الرحلة جون نورمان لبي بي سي عربي أن رئيس الوزراء المصري وافق على الجولة والتي ستساعد على زيادة السياحة إلى البلاد. و يزعم زميله في المشروع الدكتور زاهي حواس، أن الجولة ستزيد الدخل الذي تحتاجه الدولة المصرية.

يذكر أن الدكتور حواس هو وزير الآثار المصرية السابق، وهو شخصية مثيرة للجدل في علم الآثار المصري، و هو الذي لعب دوراً محورياً في العلاقة بين IMG ووزارة الآثار وكان مستشارًا مدفوع الأجر للمعرض.
وينص قانون حماية الآثار المصرية على أن القطع الأثرية لا يمكن اقراضها في الخارج إلا للمتاحف أو المؤسسات العلمية أو الدول. ومع ذلك، كان معرض توت عنخ آمون قرضًا لشركتين تجاريتين. علاوة على ذلك، ينص القانون على إقراض القطع فقط في حال لم تكن فريدة. وتقول IMG أن هذه القطع الأثرية تعتبر جزءًا من سلسلة، لذلك فهي ليست فريدة. بيد ان المعرض يتألف من قطع اثرية لا تقدر بثمن من مقبرة توت عنخ آمون.
ومع ذلك، قامت الحكومة المصرية بتغيير القانون لإزالة هذه القيود في عام ٢٠١٨.
و حصل فريق بي بي سي عربي خلال التحقيق على العقد المبرم بين وزارة الآثار، و شركة IMG ، وشركة جون نورمان - المعارض الدولية. ويكشف العقد عن أن الصفقة تم توقيعها بالفعل في عام ٢٠١٧ ، قبل تغيير القانون لإزالة القيود.
"كنوز الفرعون الذهبي" تعرض في لندن
بالصور: ترميم التابوت الكبير المذهب للملك توت عنخ آمون
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها مثل هذه الصفقة جدلاً في مصر. ففي عام ٢٠١٢، حكمت محكمة مصرية بعدم قانونية معرض دولي سابق نظمه أيضا الدكتور زاهي حواس وجون نورمان لعرض قطع اثرية من عصر كليوباترا. و تقول IMG إنها لم تكن على علم بأي قضايا قانونية مرتبطة بهذا المعرض. ويزعم .زاهي حواس أن التعامل مع القطاع الخاص يجلب المزيد من الأموال لمصر. إذا تم إقراض القطع الأثرية لمتحف تديره الدولة مثل المتحف البريطاني، فهو يدعي "أنها لن تعطينا قرشًا واحدًا،بل سيحتفظون بالمال لأنفسهم ".و ينفي المتحف البريطاني ذلك ويقول إنهم دفعوا مبالغ كبيرة للحكومة المصرية مقابل قروض سابقة من القطع الأثرية، بالإضافة الى أنهم تبرعوا بـ ٦٥٠,٠٠٠ جنيه إسترليني - تساوي عشرة ملايين جنيه إسترليني اليوم - للقطع الأثرية المدرجة في معرض توت عنخ آمون التاريخي عام ١٩٧٢.
وثمة ما يدعو إلى التشكيك في الفائدة المالية الحقيقية لصفقة توت عنخ آمون ٢٠١٧ للدولة المصرية حيث لم يتم الإعلان عن التفاصيل الدقيقة للصفقة أو للدخل الذي تتوقع مصر تحقيقه منها على الإطلاق، ولم تطرح وزارة الآثار مناقصة عامة لضمان أفضل عرض للمعرض.
وهنالك سبب آخر يجعل الناس في مصر يشعرون بعدم الارتياح حيال الجولة الحالية. حيث صرح مسؤولون مصريون أن القطع الأثرية ستعود في الوقت المناسب ليتم عرضها في المتحف المصري الجديد في الجيزة. في حين أنه من المقرر افتتاح المتحف الذي كلف عدة ملايين من الدولارات في عام ٢٠٢١، في غضون ذلك اتفقت وزارة الآثار مع IMG على إمكانية استمرار جولة توت عنخ آمون حتى عام ٢٠٢٤. وحصلت بي بي سي عربي على رسالة موجهه إلى وزارة الآثار في ديسمبر ٢٠١٧ من قائد الجيش الذي يرأس المتحف المصري الكبير، يحذر فيها من أن عددًا من واجهات العرض الجديدة ستكون فارغة، وأنه سيكون هناك خسارة محتملة في الدخل إذا لم يتم إرجاع القطع الأثرية في الوقت المناسب.
شركة IMG صرحت أنها لم تكن على علم بهذه المخاوف وأن سبعة وتسعين بالمئة من القطع الأثرية لتوت عنخ آمون لا تزال في مصر.
وقال الدكتور زاهي حواس في بيان له إن الأمور القانونية تعود للحكومة المصرية.
وقد عرضت بي بي سي عربي الادعاءات خطياً إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ولكنه لم يرد ، رغم أنه كان قد أخبر بي بي سي في السابق أن للمعرض فوائد اقتصادية وسياحية واقتصادية لمصر.
و تقول IMG أنها استوفت جميع الإجراءات من وزارة الآثار من أجل الحصول على العقد بشكل قانوني، وتمت الموافقة عليه من قبل جميع السلطات اللازمة بما في ذلك رئيس الوزراء المصري. ويقولون أيضًا أنهم دفعوا للحكومة المصرية 20 مليون دولار للمعرض حتى الآن، في لوس أنجلوس وباريس ولندن، وتم دفع كامل المبلغ مقابل معرض لندن على الرغم من الإغلاق المبكر لمعرض ساتشي بسبب فايروس كورونا.
وابدت الحكومة المصرية على إعادة افتتاح المعرض في معرض ساتشي ليتم تعويض الأيام الضائعة بسبب الاغلاق جراء فايروس كورونا ولكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن موعد إعادة الافتتاح.


Read more

ALdbour

أبيرغمان يروي رحلة عماد مغنية من فتح إلى “القوة الصاعدة”
 

Follow Us On

Aldbour
© ; اللهم ولي علينا من يصلح ويصلح .© ; ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا Aldbour

Aldbour

...
على الدوام..© الحصاد من جنس البذار ;©من يزرع نذالة ..© يحصد خيانة

... في القدس من في القدس إلا إنت

...الأمل ابقى والحق سينتصر

Copyleft © 2012 ALdbour
...وجعنا...