Read more
Read more
حسين عطوي - الوطن
القطرية
تتسارع الحركة الأميركية
لتمرير صفقة القرن القاضية بفرض توقيع اتفاق يضع نهاية للقضية الفلسطينية على الأسس
والقواعد التي تحقق لكيان الاحتلال الصهيوني حلمه في تشريع وتكريس اغتصابه لكامل الأرض
العربية في فلسطين المحتلة، ما عدا قطاع غزة المحاصر منذ سنوات لتركيعه وإجباره على
التخلي عن المقاومة مقابل حل مشكلاته الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وبدا ذلك واضحا من
خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنر إلى المنطقة وعرضه تفاصيل الصفقة
والترويج لها من ناحية الفوائد الاقتصادية التي تتضمنها في حال تمت الموافقة عليها.
فما هي العناصر الأساسية
للصفقة؟.
وما هي الوسائل التي
تعتمدها واشنطن لابتزاز وإغراء الأطراف المعنية للموافقة والتوقيع على الصفقة؟
وأخيرا ماذا بيد
قيادة السلطة الفلسطينية من أسلحة لرفض الصفقة ومواجهة الضغوط التي تتعرض لها أميركيا
وإسرائيليا، ومن بعض الدول العربية التي تستهدف إجبارها على قبول العودة إلى المفاوضات
والتوقيع على الصفقة باعتبارها أفضل ما هو ممكن؟.
أولا: من تابع ودقق
في ما أعلن وقيل عن الصفقة يلحظ أنها تتكون من العناصر التالية:
1ـ الموافقة فلسطينيا، وبغطاء من بعض الدول
العربية، المعنية بالموافقة أيضا على الصفقة، على الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لدولة
الاحتلال الصهيوني، والقبول بأن تكون ضاحية أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية التي ستنشأ
على أجزاء من الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة، أي أنها شبه دولة.
وهي بالفعل حكم ذاتي تحت الاحتلال.
2- الموافقة على إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين
وتوطينهم في أماكن تواجدهم ومنحهم حق المواطنة بدلا من صفة اللجوء وإنهاء دور وكالة
الانروا.
3- القبول بأن الدولة الفلسطينية التي سيتم
الموافقة عليها ستكون على أجزاء من الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة
وفي ظل بقاء المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وغور الأردن. وهذا يعني أننا سنكون أمام شبه دولة، ومجرد
حكم ذاتي في مناطق الكثافة السكانية الفلسطينية،
4-أما قطاع غزة فمن الممكن أن يكون هو المكان
الذي تنشأ فيه الدولة الفلسطينية مع ضم أجزاء من سيناء إليها ويتم إقامة مدن حديثة
ومشاريع اقتصادية ويعود إليها من يرغب من اللاجئين الفلسطينيين.
ثانيا: أما الوسائل
التي يجري اعتمادها واستخدامها أميركيا وإسرائيليا لأجل الإغراء حينا والضغط حينا آخر
على الأطراف العربية والفلسطينية للقبول بهذه الصفقة فيمكن تلخيصها بالاتي:
1- فلسطينيا، وعود بإغداق الأموال وتأمين الاستثمارات
الضخمة في البنية التحتية الحديثة والتدريب المهني والتحفيز الاقتصادي، وأن ازدهار
«إسرائيل» سوف يمتد بسرعة إلى الفلسطينيين إذا كان هناك سلام، وأن العديد من البلدان
في جميع أنحاء العالم مستعدة للاستثمار إذا كان هناك اتفاق سلام.
2- عربيا، وتحديداً الأردن ومصر ولبنان، وعود
بسداد ديونهم الكبيرة التي جرى إيقاعهم فيها لتكون وسيلة مقايضة، مقابل موافقتهم على
مشروع توطين اللاجئين الموجودين في هذه الدول، وكذلك وعود باستثمارات كبيرة.
أما في حال الرفض
فإن سلاح الضغط والابتزاز جاهز وقد بدأ استخدامه من خلال:
- وقف المساعدات المالية التي تقدمها الولايات
المتحدة للسلطة الفلسطينية ووكالة الاونروا، وتهديد الحكومة الإسرائيلية بالامتناع
عن دفع حصة السلطة من الضرائب المجباة لصالحها، ومعروف أن السلطة تعاني من أزمة مالية،
فيما الاونروا قلصت تقديماتها بسبب تراجع الدعم الدولي لها، وإذا امتنعت «إسرائيل»
عن تسديد الضرائب فإن السلطة ستصبح في حالة إفلاس عاجزة عن دفع رواتب موظفيها.
- وقف المساعدات المالية للأردن مما أوقع
الحكومة في حالة من العجز المالي حاولت معالجته عبر الاستدانة من الصندوق الدولي وفرض
حزمة من الضرائب غير المباشرة على المواطنين، الأمر الذي تسبب بانفجار الأزمة واندلاع
التظاهرات الشعبية في معظم أنحاء البلاد، وكان من نتيجتها عقد قمة لبعض الدول العربية
وتقديم المساعدة العاجلة له لحماية استقرار الأردن والحيلولة دون حصول تداعيات على
استقرار الدول المجاورة له. لكن كان من الواضح أن المساعدات ارتبطت بشروط لدفع الأردن
للموافقة على صفقة القرن التي امتنع عن القبول بها لما يشكله التنازل عن القدس من حساسة
شديدة لديه ولدى الشارع الأردني والعربي عموما.
- الضغط على لبنان بمزيد من العقوبات المالية
التي تطال بيئة حزب الله وكل من يدعمه ويسانده مما يجعل معظم اللبنانيين يعانون من
هذه العقوبات.
-ثالثا: إن خطورة الموافقة على هذه الصفقة
تكمن في أنها تشكل خيانة للقضية الفلسطينية بأن يتم التسليم والتخلي عن فلسطين وبيعها
رسميا وعلنا للصهاينة وتمكينهم من تحقيق حلمهم في نيل الاعتراف بالدولة الصهيونية العنصرية
على أرض فلسطين ونكران الحق الفلسطيني والعربي في فلسطين والقبول والتصديق على ما يدعيه
الصهاينة من أساطير صهيونية.
Read more
Read more
أخطر ما في صفقة القرن
لقد بدأ تداول المصطلح "صفقة القرن" عندما استخدم في لقاء الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي، والأمريكي دونالد ترامب في واشنطن، في نيسان (إبريل) 2017، ورفع استخدام هذا المصطلح التوقعات بخطة تغير وجه الشرق الأوسط، ولكن مؤخرا حدثت تغيرات، أهمها اتضاح أن الفكرة الأمريكية، لا تتعدى تحسين ظروف الحياة للفلسطينيين اقتصاديا، وصار سقف التوقعات لا يتعدى بعض التغيير الرمزي في مكانة الفلسطينيين السياسية، من زاوية الاعتراف بدولة وهمية لهم، أما زوال الاحتلال وقيام دولة كاملة السيادة على حدود العام 1967، فقد اتضح أنّهما عنصران غير مطروحين، وبالتالي كان الموقف العربي الرسمي، رغم كل الإشاعات الإسرائيلية، هو أنّه لا حل من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
عندما بدأت مشاريع التسوية والسلام، كان الإسرائيليون في الثمانينيات والتسعينيات، يطرحون شعارات مثل السلام مقابل السلام، أو الأمن (الإسرائيلي) مقابل السلام؛ أي كان الإسرائيليون خصوصا بقيادة حكومة الليكود، بزعامة اسحق شامير يطرحون عدم تقديم شيء سوى وقف حالة الحرب مقابل وقف المقاومة الفلسطينية، وهو موقف يهدف للهروب من السلام، ولكنه يوضح أنّ المقاومة هي الورقة التي تمتلكها منظمة التحرير الفلسطينية، وكان طرح المنظمة والعرب المقابل، هو "الأرض مقابل السلام".
كان السلام يعني بالدرجة الأولى أمرا محددا هو إنهاء المقاومة، والأرض تعني أراضي 1967، وبدرجة أقل كان السلام يعني التطبيع والانفتاح على الدول العربية.
إذ ما جرى تأمل الموقف الحالي، فإنّ ما يريده الإسرائيليون والأمريكيون حاليا هو ما كان في الماضي هو الجزء الأقل أهمية في السلام (التطبيع)، فقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أثبت ثلاثة أمور، أحدها لصالح الخطة الأمريكية-الإسرائيلية، واثنان ضدها، فقد تأكد أن التنسيق الأمني الفلسطيني لن يتوقف، وأن ما قدمه الفلسطينيون (السلام) مستمر حتى لو لم يحصلوا على الأرض، بل وتأكد أنّه حتى حركة "حماس" تتجه نحو النضال المدني. ولكن الجانب الأمريكي فوجئ بجدية الرفض الفلسطيني الرسمي للتعاطي مع عملية تفاوضية عبثية جديدة بالتوازي مع فرض سياسيات أمر واقع أمريكية إسرائيلية جديدة، والمفاجأة الثانية أن الموقف الرسمي العربي هو رفض هذه العملية إلا إذا حققت الدولة الفلسطينية، حتى لو كان هناك موقف عربي يعتقد أن إيران تحدّ له أولوية.
الغد الأردنية
Read more