التواصل التنظيمي ...
أدى تطور وسائل الاتصال بالشكل الذي
نراه اليوم إلى نشوء ظاهرة الاتصال الجماهيري، التي تتميز بقدرات على نقل الخبر،
ونشرالمعلومة وترويج للاشاعة، ومقدرة على توصيل الرسائل إلى عدد كبير من
الجمهورفي اللحظة نفسها وبسرعة مدهشة، مع مقدرة عالية على خلق رأي عام أتجاة
مفاهيم سياسية واجتماعية وثقافية ، وتنمية اتجاهات وأنماط من السلوك ، من خلال نقل
رسالة بواسطة سائل فنية جماهيرية معينة وتأخذ أشكالا متعددة منها :
شبكة الانترنت /
البريد الالكتروني – المواقع
الاخبارية - الفيس
بوك ، الوتس أب ، تويتر ،g+، الخ: وهي تمكن المصدر (سواء كان فرداً أو
مجموعة أفراد) من الوصول إلى الجمهور قراء ومشاهدين ومستمعين.
ويعد
هذا الاتصال من جانب واحد، يؤدي
إلى تغيير نظرة الناس إلى من حولهم من خلال التأثير بمواقفهم أتجاه أشخاص وقضايا سياسية
وأجتماعية وثقافية فيتغير بالتالي حكمهم عليها وموقفهم منها. مما يستوجب
استثمارذلك في التدخل نحو ما يعود بالخير والنفع على التنظيم والمجتمع من خلال :
* الاتصال
التنظيمي :
الاتصال بمعناه العام والبسيط "نقل أو استقاء أو تبادل المعلومات بين أطراف
مؤثرة ومتأثرة مصادر ومتلقين على التخصيص أو التعميم..على نحو
يقصد ويترتب عليه تغيير في المواقف أو السلوك . الاتصال التنظيمي يعني به التواصل بين الهيئات القيادية والقاعدية بالطرق
المباشرة ، فرديا أو جماعيا والجماعي منها يتمثل في الاجتماعات الدورية
والاستثنائية ،الموسعة والمشتركة، المؤتمرات واللقاءات،الندوات والمه
الاتصال الفردي يعني ،، استخدام قنوات الاتصال المختلفة داخل هيئات التنظيم
والمؤسسات، بالطرق المباشرة ويكون فرديا أو جماعيا، والتي تسعى إلى تعميق صلاتها
بالاعضاء والمجتمع، في إمدادة بالمعومات واستقاء معلومات عن كافة القضايا
السياسية، والثقافية، والاجتماعية والمشكلات المطروحة المختلفة وفق المتطلبات
والاحتياجات .
عملية
الاتصال والتواصل تعتبر مسألة حيوية في غاية الأهمية لأي تنظيم، كما أنها بمثابة (الدماء
التي تجري في عروق الجسم البشري) التي باستمرار جريانها استمرارا لحيوية ونشاط
التنظيم وبتوقفها أو ضعفها يفقد التنظيم حيويته وتفاعله وقدرته على الحراك ويصبح
معزولا عن محيطه العام، وأجزائه منعزله عن بعضها أيضا. لأعتبار ان الانتماء
التنظيمي ليس ولاءً أجوفا أو حماسا عشوائيا وعاطفيا وحسب إنما هو حركة وعمل وتضحية
ونكران للذات ويتطلب ترجمة عملية صادقة من خلال التوصيل الصادق والتلقي الواعي،
ليثمر فاعلية وتعاضد وجسور محبة بين مختلف الاطر والهيئات التنظيمية، وتفعيل واجبات
قياداتة وأعضائة القاعدية .
* أهمية
الاتصال والتواصل التنظيمي :
1 - سرعة تلقي ونقل المعلومات رأسيا وأفقيا بما يتواكب مع مجريات
ومستجدات الاحداث أولا بأول .
2 - إمداد
أبناء التنظيم بالمعلومات السياسية والاجتماعية والمناسبات الخاصة
3 - الحد من التباينات في الاراء والمواقف السياسية والاجتماعية
4 - امتلاك المبادرة والمشاركة الفاعلة في صنع القرار التنظيمي.
5 - تعميق الثقة وتقوية العلاقات والترابط التنظيمي بين الهيئات والاطر القيادية والأعضاء
6 - دعم الشعور بالولاء والانتماء التنظيمي وتنمية المهارات والقدرات ..
7 - قياس الولاء التنظيمي، معرفة المعوقات وتصحيح الانحرافات والأخطاء ..
8
- التغلب
على المعوقات وتصحيح الاختلالات والقضاء على الخلافات والتباينات في الاراء
والمواقف السياسية والاجتماعية، التي تطرأ احياناً بين بعض الهيئات، أو فيما بين
القيادات أو بينها وبين الأعضاء، والتي غالباً ما ترجع أسبابها إلى انقطاع أو ضعف
الاتصال والتواصل فيما بينها .فإن ذلك يحتم على الأعضاء وقيادات الاطر التنظيمية
"بالذات" القيادية والقاعدية على حد سواء إيلاء مسألة الاتصال والتواصل
أولوية خاصة حتى يصبح سلوكا يوميا ملازما في إدارة العمل التنظيمي . سواء كان
مكتوبا أو شفويا ، رسميا أو غير رسمي ، يكون متوجها نحو تحقيق هدف من الأهداف
الرئيسة التي تدخل ضمن أولويات عمل المؤسسة والتنظيم وضمان تعزيز القدرة التنظيم
على الحضور القوي في الوسط الجماهيري وكسب تأييدهم لسياساته ومواقفه في مختلف
القضايا الوطنية والاجتماعية من خلال توحيد الية خطاب الهيئات التنظيمية.
* الأعضاء ،،والتنظيم،،
من غير الممكن نجاح احدهما دون الاخر، فبدون جمع ثمار الجهود الفردية في قنوات
تنظيمية ستبقى الجهود مبعثرة فردية تتخذ طابع فوضوي، لا تعطي المعنى للعمل
التنظيمي ولا تخلق تاثير على مجريات الاحداث حتى لو كانت هذه الجهود من ثمارمفكرين
وكتاب .
ومما
لا شك أن الاتصال سلاح ذوحدين، وخطرجدا أذ لم يستغل الاستغلال الأمثل الهادف وإذا
لم يحسن استعماله من قبل أدارة جيدة التي تتجمع لديهم الرسائل المختلفة فتقوم
بفرزها واختيارالمناسب منها وإعداد تقارير بشأنها ثم رفعها إلى أصحاب القرار قبل
ان يسمح بتوزيعها فأي سلوك خاطئ تأتي بمردود
عكسي.
*
أن سلامة وصحة التنظيم تتحقق بالاتصال والتواصل الناجح سواء بالطرق المباشرة أو
غير المباشر وبالوسائل المكتوبة أو المسموعة والتفاعل الدائم المتجدد حتى أعلى
مستوى في التنظيم ، لأن جوهر البناء التنظيمي يعتمد على النظام والالتزام ودقة المعلومات
ومقومات العمل والخلق والترابط والتضامن والوحدة التنظيمية والتنسيق .
التواصل الدائم الذي يتطلب :
أ- اتصال إداري جيد باليات وهيئة متخصصة ،، ب - وضع
اليات متخصصة، لمواجهة المواد الاعلامية التحريضية التي تستهدف قيم ومفاهيم
المجتمع، ت - تعميق
وعي الافراد بمضامين التعليقات السلبية على صفحات التواصل الاجتماعي، ث - مراقبة
المواقع الاخبارية المحلية بالتعليقات في يتعلق بالعنف والتعصب الأعمى ...
ج - تعزيز
ثقافة احترام الرأي الآخر.
غازي الكيلاني
Post a Comment