الشهيد القائد عاطف بسيسو
الشهيد “عاطف فايق عاطف أحمد بسيسو” أحد أبرز قادة حركة” فتح “،
الشهيد عاطف فايق بسيسو متزوج وله ثلاث أبناء وهم ( فايق ، فاروق ، دانا ) .
وقائد جهاز الأمن الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية الذى استشهد بتاريخ 8.6.1992م.
اغتال الموساد الإسرائيلي، أحد أكبر مساعدي الشهيد القائد صلاح خلف في باريس.
الميلاد والنشأة
ولد عاطف بسيسو في مدينة غزة بتاريخ 23/8/1948م حيث درس في مدارسها حتى الثانوية العامة , والده الحاج فايق عاطف بسيسو ينتمي لأسرة محافظة من أهل العلم ، وكان علماً من أعلام الرياضة والكفاح الوطني والاقتصاد وبذل حياته من أجل فلسطين، رائداً ومناضلاً وقائداً روحياً للرياضة ومحافظاً على الأرض ، حيث كان يعمل مديراً لبنك الأمة في الخليل وغزة , وأعتقل ثلاث مرات خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين لمواقفه البطولية .
بعد أن حصل عاطف على الثانوية العامة من مدرسة فلسطين الثانوية عام 1966م ، سافر إلي بيروت للدراسة حيث التحق بجامعة بيروت العربية لدراسة الحقوق فيها ,
تم تنظيم عاطف بحركة فتح عام 1967م عن طريق الأخ / صخر بسيسو , وقد عمل عاطف إثناء دراسته في الجامعة ضمن اللجنة الطلابية لحركة فتح في لبنان مع كل من الأخوة / نزار عمار , سمير أبو غزالة .
كان نزار عمار هو من وقع عليه الاختيار لتأسيس نواة لجهاز الرصد في لبنان بعد أن أنهى دورة أمنية في القاهرة , وعندما طلب إليه الحضور إلى عمان للعمل في جهاز الرصد المركزي أسند مهمة جهاز الرصد في لبنان إلى عاطف بسيسو وهو في الجامعة ,حيث تفريغ عاطف للعمل في الحركة في منتصف عام 1968م .
جهاز الرصد
بعد أحداث أيلول عام 1970م وخروج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن وانتقالها إلى لبنان قام الشهيد القائد / صلاح خلف بإعادة تشكيل قيادة جهاز الرصد وضمن هذا التشكيل كان عاطف بسيسو أحد أعضاء القيادة المركزية للجهاز وذلك عام 1972م.
الإعتقال
اعتقل عاطف بسيسو في إيطاليا عام 1973م بتهمة محاولة تفجير طائرة شركة العال الإسرائيلية حيث كان يحمل جواز سفر مغربي باسم ( الطيب الفرجاني ) وبعدها تم الإفراج عنه لعدم ثبوت التهمة الموجهة له .
جهاز مكافحة التجسس
في عام 1974م قام الشهيدالقائد صلاح خلف بإسناد مسؤولية إدارة مكافحة التجسس للأخ عاطف وذلك بعد أن تم تغيير اسم جهاز الرصدالمركزي باسم جهاز الأمن الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية. عند تسلم عاطف هذه المسؤولية نجح في اكتشاف العديد من شبكات التجسس الصهيونية وكلف حينها بالتنسيق مع أجهزة الأمن التابعة للدول الاشتراكية, واستطاع أن يطور العمل من خلال تركيزه على رفع الكفاءة الأمنية لعناصر جهاز الأمن الموحد من خلال الدورات التدريبية الأمنية في تلك الدول . بعد خروج قيادة المنظمة من لبنان إلى تونس على اثر اجتياح الصهيونى للبنان عام 1982م ،نجح عاطف في إقامة قنوات اتصال مع الأجهزة الأمنية الأوروبية مما اعتبره الكيان الصهيونى تهديداً لمصالحها الخاصة،خاصة من جهة انفرادها لسنوات طويلة منذ تأسيسها كمصدر معلومات عن الأوضاع في المنطقة . بذل عاطف بسيسو جهوداً كبيرة من اجل بلورة وصياغة المنظومة الأمنية الفلسطينية التي كان من المقرر أن تكون ضمن مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية . شارك عاطف بسيسو في مفاوضات مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد في أسبانيا عام 1991م حيث كان مكلفاً بالشق الأمني على هامش المؤتمر .
كان عاطف بسيسو يشارك في اجتماعات التنسيق مع أجهزة الأمن الأسبانية من خلال الوفود الأمنية لكافة الدول المشاركة في مؤتمر مدريد, وكانت هذه الأجهزة ترتبط بعلاقة وثيقة مع جهاز الأمن الموحد،حيث استغرقت مهمة عاطف بسيسو في مدريد عشرة أيام ولعبت دوراً بارزاً في هذا المؤتمر انطلاقا من إيمانه بأهمية هذا المؤتمر لتحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني .
القائد المجهول
لم تكن شخصية عاطف بسيسو معروفة على صعيد الثورة الفلسطينية بشكل علني إلا للكادر الأول والثاني فقط ،اختار عاطف لنفسه طريقاً منذ البداية بعيداً عن الأضواء ووسائل الإعلام ،فلم يتحدث مطلقاً لأي صحيفة أو وسيلة إعلام طوال حياته،ولم تظهر صورته الشخصية من خلال وسائل الإعلام مطلقاً إلا بعد استشهاده .
العد التنازلى والتخطيط لإغتيال القائد
معلومات دقيقة لدى جهاز الأمن والمعلومات الفلسطيني ،
قبل حوالي خمسة وعشرون يوما، من خلال مدير محطة الجهاز في يوغسلافيا، عن قيام عناصر تابعة لجهاز الموساد بالاتفاق مع عصابات المافيا اليوغسلافية لاغتيال شخصية فلسطينية في باريس أو تونس. ووفق المعلومات فقد جرى تعريف عناصر المافيا على الشخصية الفلسطينية المستهدفة من خلال صورة شخصية جرى التقاطها بوضوح لعاطف بسيسو، ولم يهتم بالطبع عناصر عصابة المافيا بالتعرف على ماهية الشخصية وإنما كان تركيزهم فقط على المبالغ التي سيحصلون عليها مقابل تنفيذ عملية الاغتيال. ومن الجدير بالذكر فإن جهاز الموساد لجأ إلى الاستعانة بعناصر المافيا اليوغسلافية لتجنب أية أزمة محتملة مع المخابرات الفرنسية في حالة قيامه بتنفيذ العملية بصورة مباشرة، أي اعتمادا على عناصر جهاز الموساد، وذلك التزاما باتفاق مسبق يقضي بعدم القيام بأية عمليات اغتيال على الأراضي الفرنسية.
لم يستخف “عاطف بسيسو” بالتحذيرات التي وصلته، ولكن الخطأ القاتل الذي أنجح مهمة “الموساد”، كانت تطمينات أجهزة الأمن الأوروبية وخاصة ألمانيا وفرنسا، فالموساد لا يحتاج لضوء أخضر لينفذ عملية اغتياله من أجهزة أمن أوروبا، كانت ألمانيا حازمة في عدم حصول عملية كهذه على أراضيها، لكن خارج الأراضي الألمانية تصبح المسألة من اختصاص وسياسة أمنية لدولة أوروبية أخرى، لذلك كان تركيز “عاطف بسيسو” على الموقف الرسمي لأجهزة الأمن الأوروبية تجاه عملية الاغتيال سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بقنوات عديدة، لأن المخابرات الأوروبية لا تعطي ضوءً أخضر للموساد بتنفيذ مثل هذه العمليات، بشكل رسمي ولكن يبقى هنالك عوامل أساسية أخرى منها: الحسابات الإسرائيلية الخاصة بها، وتواطؤ من داخل المؤسسات الأمنية الأوروبية بتعاون معلوماتي القيام بدور “تستر” لاحقا لاحتواء آثار العملية، وهذا ضمنته الموساد سلفا في باريس ولم تستطع مطلقا تنفيذ عملية الاغتيال والتخطيط لها قبل أشهر، لتنفيذها في باريس تحديدا لو لم تضمن العوامل المذكورة.
وخلال الأشهر التي سبقت اغتياله، كانت المخابرات الإسرائيلية الموساد قد أحكمت الطوق حول “عاطف بسيسو” ووضعت خطط الاغتيال في باريس أو في تونس في حالة تعذر التنفيذ في باريس لعدم زيارته لها مثلاً.
ولكن زيارة برلين كانت محطته الأخيرة قبل رحلة الموت إلى باريس.. ففي نهاية أيار 1992 وصل “عاطف بسيسو” إلى برلين ونظراً لكثرة زياراته إلى برلين والتي أصبحت في مرحلة الثمانينات محطة رئيسية وأمنية لجهاز الآمن الموحد، وكانت برلين المركز الرئيسي الذي ينطلق منه “عاطف بسيسو” لكل أوروبا الشرقية.
في نهاية زيارته لبرلين، كان عاطف بسيسو على اتصال مع المخابرات الفرنسية بانتظار تحديد موعد مع جنرال فرنسي من أجهزة المخابرات الفرنسية، وبقي في برلين مترددا بالسفر إلى باريس، أو الانطلاق بالسيارة مباشرة من الحدود “الألمانية- الفرنسية إلى مرسيليا”، وفي يوم الجمعة 5 حزيران 1992م، تحدد الموعد أخيرا مع الجنرال فيليب روندو مستشار وزير الدفاع الفرنسي بيار جوكس وكان الموعد يوم الاثنين 8 حزيران 1992م الساعة العاشرة صباحا في باريس، وكان هذا الموعد القاتل قد تأجل لثلاث مرات منذ آذار 1992م.
في صباح يوم الأحد 7 حزيران انطلق بسيارته من الحدود الألمانية – الفرنسية، باتجاه باريس، ووصل إلى فندق ميريديان في حي مونبارناس على الضفاف اليسرى لنهر السين عند الساعة السادسة مساء. بعد وصوله للفندق، أجرى اتصاله الهاتفي الأخير مع زوجته ديما في تونس، وقال لها: وجدتهم قد استأجروا لي غرفة في الفندق .
وعادة كان عاطف بسيسو يصل إلى باريس جوا بالطائرة وتقوم أجهزة الأمن الفرنسية بوضع حراسة خاصة عند استقباله في المطار، هذه المرات كانت مختلفة، حيث كان في استقباله على الحدود الفرنسية – الألمانية فريق مراقبة من الموساد يتكون من خمس أشخاص تولى متابعة إلى الفندق..
الاغتيال
من الفندق.. اتصل عاطف بسيسو هاتفيا بالصحفي اللبناني سهيل راشد الذي جاءه إلى الغرفة في الفندق ومكثا قليلا ثم نزلا بالمصعد، وبعد أن فتح المصعد في قاعة الصالون بالفندق، كان رجل يجلس وأخذ يحدق في عاطف بسيسو بشكل غير عادي، فلفت انتباه عاطف فقال سهيل: دعنا نتصل بالفرنسيين لإبلاغهم..، نزلا إلى كراج السيارات تحت الأرض في الفندق، لجلب بعض الحقائب . لاحظ عاطف بسيسو أيضا وجود سيارة في الكراج بها ثلاثة أشخاص بوضع مريب، ثم لاحظ سيارة أجرة تاكسي تلف في المكان، كما لم يلاحظ أحد وجود عدنان ياسين في نفس الفندق. كانت حركة مريبة وأجواء غير عادية في الفندق، فرجعا إلى الغرفة ومعهما الحقائب، ثم اتصل عاطف بسيسو بفاطمة بيضون، وانتظرا في الغرفة حتى وصلت فاطمة بيضون، ثم انطلقوا جميعا لتناول طعام العشاء في مطعم مكسيكي ، أثناء وجودهم في المطعم، أصر سهيل راشد على الاتصال بالمخابرات الفرنسية لإبلاغهم بوجود خطر يتهدد حياة عاطف بسيسو وطلب حماية منهم، وفعلا اتصل هاتفيا، وجاء الرد غريبا جدا.. بأن اليوم عطلة نهاية الأسبوع ومن الصعب تأمين الحماية، لكن غدا صباحا عند الساعة السابعة سيكلف فريق من الأمن الفرنسي بحماية عاطف بسيسو، في الفندق..، وطلبوا من سهيل أن يأخذ عاطف بسيسو معه إلى منزله لينام معه، وأن لا ينام في الفندق حتى تصل الحماية، عاد سهيل راشد وأبلغ عاطف بسيسو برد الأجهزة الأمنية الفرنسية، وطلب منه أن يذهب معه إلى منزله، فرفض عاطف بسيسو ذلك، وربما اعتقد أن تلك المكالمة كافية للفت انتباه أجهزة الأمن الفرنسية لهذا الموضوع.
بعد منتصف الليل بقليل عاد عاطف بسيسو إلى الفندق، وكان جالسا بجانب سهيل راشد الذي كان يقود السيارة وفي المقعد الخلفي كانت تجلس فاطمة بيضون، توقفت السيارة أمام بوابة الفندق الرئيسية، ونزل عاطف بسيسو من السيارة، وانحنى محاولا ثني المقعد حتى تنزل فاطمة بيضون لتركب في المقعد الأمامي بجانب “سهيل راشد”..
في تلك الأثناء كان رجلين بملامح أوروبية، شعرهما قصير، يرتديان ملابس رياضية، جالسين على درج مؤدي إلى “نايت كلوب” كان عاطف بسيسو منحنيا فتقدم الرجلان، وأحدهما يحمل حقيبة على ظهره، و لم يشاهدا وجه عاطف بسيسو فتقدم أحدهما من الخلف، وأمسك بشعره و دفعه بقوة إلى مقدمة السيارة، ووقف الآخر يشهر مسدسا على فاطمة وسهيل، عندما حاولت فاطمة بيضون الصراخ.. وفورا أخرج القاتل مسدسا مزود بكاتم صوت، وكان المسدس مربوط بكيس بلاستيكي، وأطلق ثلاث رصاصات على رأس عاطف بسيسو ومن مسافة قريبة جدا، ووقعت الرصاصات الفارغة في الكيس!! وبعد أن أنهى القاتلان مهمتهما هربا خلف الفندق إلى شبه جسر كممر يؤدي إلى الشارع حيث كانت في انتظارهما سيارة حملتهما بعيدا..
أسرعت فاطمة بيضون إلى داخل الفندق واتصلت بممثل (م.ت.ف) في باريس إبراهيم الصوص، كما اتصلت بمسؤول فلسطيني آخر وأبلغته بالحادث، وأرسل الخبر فورا إلى أبو عمار حيث كان في الأردن يتلقى العلاج بسبب حادث سقوط الطائرة، وكان رده فورا: المخابرات الإسرائيلية قتلت عاطف والموساد الإسرائيلي هو المسؤول الوحيد وأكمل قائلاً: لقد حذرتهم وطالبت بالحذر من الموساد الذي يقوم بتصفيتنا واحدا تلو الآخر.. وكان تعليق أبو عمار نتيجة للمعلومات والتحذيرات التي وصلت ل(م.ت.ف) وتداولتها أجهزة الأمن الفلسطينية، فكانت الجهة التي تقف خلف الحادث معروفة.. هي إسرائيل.
وبقيت أصابع الاتهام متجهة نحو (إسرائيل)، لعدة أسباب منها ضلوع عاطف بسيسو، بحكم عمله مع أبو إياد، في عملية ميونخ، وهي التي نفّذت سلسة العمليات الكثيرة بحجة ميونخ، وأضيف إلى ذلك سبب جديد، هو بمثابة رسالة إلى المخابرات الفرنسية (دي.أس.تيه) بأن الموساد غير راضٍ عن علاقتها مع المخابرات الفلسطينية.
كشف اغتيال الشهيد عاطف بسيسو عن حقائق مترابطة لاغتيالات سابقة، وكذلك عن اعترافات تدين هذا الجهاز الإرهابي وسوف أتطرق لعملية اغتيال الشهيد عاطف بسيسو حسب اعتقادي لـ4 ملاحظات:
1 - اغتيال عاطف بسيسو كان لنفس سبب اغتيال علي حسن سلامه (أبو حسن) أي أن عاطف حينما استطاع اختراق الآمن الأوروبي وإقناعهم بأن معلومات إسرائيل عن م.ت.ف ومنطقة الشرق الأوسط كاذبة وغير صحيحة، اغتيل عاطف.
2 - يعترف الموساد بأن قضية عاطف سوف تثير ضدهم المجتمع الأوروبي كما ثارت من قبل ضدهم قضية الشهيد ناجي العلي، الأولى كانت مع إنجلترا والثانية مع فرنسا.
3 - عادة إسرائيل تنكر جميع عملياتها الأمنية التي تقوم بها ضد رجال م.ت.ف ولكنها بعد مرور السنين تعود وتعترف بجرائمها.
4 - لا أحد ينكر كم كانت خسارة الشهيد عاطف وخاصة بالأجهزة الأمنية الفتحاوية، حيث كان الشهيد ركن من أركان المؤسسة الأمنية الفلسطينية، إلا أنه حتى باستشهاده أفاد القضية الفلسطينية كثيرا حين كشف جاسوس كان مزروع في صفوفنا.
وفي 10 حزيران 1992 شيعت القيادة الفلسطينية وعدد من كبار المسؤولين التونسيين والمئات من الجماهير الشهيد “عاطف بسيسو” إلى مثواه الأخير في مقبرة “شهداء فلسطين” في منطقة حمام الشط بضواحي العاصمة التونسية.
كتاب إسرائيلي جديد :شمير أمر شخصياً باغتيال عاطـف بسيسو في باريس
تحت عنوان (حساب مفتوح- سياسة الاغتيالات الإسرائيلية)
يشار الى أن الكتاب الذي نشر بصورة متزامنة بالانكليزية في أمريكا وبالعبرية في إسرائيل ويقع في 223 صفحة من الحجم الكبير، هو أول كتاب يعنى بشؤون الموساد، والذي اعتمد فيه الكاتب على أرشيف الموساد وعلى مقابلات شخصية مع كبار رجال الموساد، الأمر الذي يمنحه مصداقية كبيرة.
كما يكشف المؤلف أن الشهيد عاطف بسيسو، الذي كان مسئولاً من قبل منظمة التحرير الفلسطينية عن العلاقات بين مخابرات المنظمة وبين المخابرات الغربية، تم اغتياله في الثامن من شهر حزيران (يونيو) من العام 1992، في العاصمة الفرنسية باريس. وأوضح الكاتب أن بسيسو كان قد اخرج من قائمة الشخصيات الفلسطينية التي قررت الحكومة الإسرائيلية اغتيالها بعد مقتل الرياضيين الإسرائيليين في اولمبيادة مينخن، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق شمير، اصدر أوامره لرئيس الموساد شبتاي شفيط بتصفيته. وفعلا قامت وحدة التصفيات كيساريا بتعقبه عند وصوله الى باريس، حيث قاد العملية شبيط نفسه، ولدى نزول الشهيد بسيسو من السيارة على مدخل فندق ميريديان مونفورت، اقترب منه احد عملاء الموساد وقام بإطلاق النار عليه من قرب بواسطة مسدس به كاتم صوت فتوفي على الفور، وبعدها لاذ العميل وصديقه بالهرب من المكان، حيث وصلا الى بيت استأجره الموساد في باريس. ومن هناك قام شبيط بالاتصال برئيس الوزراء شمير وابلغه أن العملية نجحت، فشكره شمير وأغلق الهاتف.
عرفات : وأكد مؤلف الكتاب انه بعد وقوع العملية اتهم الرئيس عرفات الموساد باغتيال الشهيد بسيسو، ولكن اسرائيل نفت ذلك جملة وتفصيلا. وبعد وقوع عملية الاغتيال بعدة أسابيع، قام رئيس المخابرات الفرنسية باستدعاء رئيس الموساد الى باريس للاجتماع به. وأكد أن الاجتماع كان حامي الوطيس، حيث قال رئيس المخابرات الفرنسية لنظيره الإسرائيلي بان السلطات الفرنسية متأكدة من أن الموساد نفذ عملية الاغتيال، وعندما حاول شفيط إنكار ذلك، قاطعه الفرنسي وقال له بلهجة حاسمة إننا متأكدون من ذلك، وقال له أيضا أن المستويين السياسي والأمني في فرنسا لن يسمحا للموساد الإسرائيلي بتحويل باريس الى عاصمة الاغتيالات، وهدده بأنه في حالة قيام الموساد بعملية اخرى فان فرنسا ستقطع علاقاتها مع الدولة العبرية. وتابع الكاتب قائلا إن رئيس الموساد الإسرائيلي خرج من الجلسة الصعبة وهو مطأطئ الرأس، وابلغ رئيس حكومته بالموقف الفرنسي الصارم والحازم، الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية الى التوقف عن اغتيالات الشخصيات الفلسطينية على الأراضي الفرنسية.
لجنة تحقيق
قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتشكيل لجنة تحقيق باغتيال " عاطف بسيسو " ، فرفضت الحكومة الفرنسية دخول اثنان من لجنة التحقيق الفلسطينية إلى الأراضي الفرنسية ، لأن المؤشرات الخاصة بعملية الاغتيال لم تكن مريحة للحكومة الفرنسية ،، و جاء تكليف القاضي الفرنسي الشهير " جان لوي بروغيير " لإغلاق الباب أمام لجنة التحقيق الفلسطينية و لامتصاص نقمة منظمة التحرير الفلسطينية على الحادث .. في البداية حاولت لجنة التحقيق الفرنسية التركيز على توجيه الاتهام لتنظيم " أبو نضال " ، ثم حولت أصابع الاتهام كليا إلى الموساد الإسرائيلي بكل وضوح..
وجاء في صحيفة"يديعوت أحرونوت"الإسرائيلية هذا الخبر عن صحيفة "لوموند"في 12 حزيران 1992،وأكدت أن صحيفة "لوموند"متعمقة بشؤون الأمن في فرنسا!،كان هنالك تقصير وتواطؤ فرنسي مع الموساد الإسرائيلي،وهذا التواطؤ غير رسمي ولكن هنالك مسؤولين في الأمن الفرنسي وخاصة في الأمن الداخلي كانوا غير مرتاحين لمستوى التنسيق القائم بين"عاطف بسيسو"وجهاز مكافحة التجسس الفرنسي،أي الفرع الخارجي،وهنالك تنافس قائم بين أجهزة الأمن،ونتيجة لتغلغل الموساد،في المؤسسات الأمنية الفرنسية استطاع الموساد تنفيذ العملية بهدوء،حتى أن نتائج التحقيق ما تزال فرنسا تتستر عليه لغاية الآن لأنه شمل المؤسسات الأمنية الفرنسية من الداخل..
تحقيق فرنسي
تشكلت لجنة تحقيق أمنية فرنسية ، و بدأت التحقيقات و التحريات ، فقام وفد أمني فرنسي بزيارة برلين في أيلول 1992 للتنسيق مع المخابرات الألمانية في التحقيق بظروف اغتيال " عاطف بسيسو " و قام كلا الجهازين بالاستماع لشهادة بعض ضباط الأمن الفلسطيني في برلين ثم واصلت اللجنة الفرنسية التحقيق في تونس ..
و قد أكدت تقديرات لجنة التحقيق الأمنية الفرنسية مشاركة عشرة أشخاص في عملية الاغتيال ، كما أكدت على أن أسلوب العملية من تنفيذ محترفين ، أجهزة مخابرات وليس أسلوب " أبو نضال"..،كما أكد بيان رسمي صدر عن وزارة الداخلية الفرنسية أن " عاطف بسيسو" كان يعمل كمفاوض في موضوعات معينة ، و هو ما يفسر اتصالاته بجهاز مكافحة التجسس الفرنسي"..،و قد سلمت الحكومة الفرنسية ملف التحقيق في اغتيال " عاطف بسيسو" إلى القاضي الفرنسي " جان بروغيير" المتخصص بشؤون الإرهاب و الذي يتابع أخطر الملفات في فرنسا ...
مثل : ملف تفجير طائرة (دي سي 10) التابعة لشركة " أوتا" الفرنسية فوق صحراء النيجر مما أدى إلى وقوع 170 قتيلا في أيلول 1989..
كما يتولى القاضي نفسه متابعة التحقيق في ملف اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق " شهبور بختيار" الذي قتل في إحدى ضواحي باريس عام 1991..
واشتهر القاضي الفرنسي بطريقته الاستعراضية في طرح المسائل التي يبحثها في الساحة الإعلامية و في عام 1995 قام القاضي الفرنسي بزيارة إلى تونس و طلب من منظمة التحرير الفلسطينية الاجتماع مع " عدنان ياسين" المعتقل لاستكمال التحقيق! ..
يقول القاضي الفرنسي : " كان لدى الموساد فرص عديدة لاغتياله ، و لكن اختاروا أن يتم ذلك تحت الأضواء الكاشفة" أي الضجة الإعلامية"،فقد كان باستطاعة الموساد اغتيال " عاطف بسيسو" في طريق رحلته من ألمانيا إلى فرنسا ، وكان باستطاعتها فعل ذلك كحادث سيارة "،كما كان باستطاعة الموساد اغتياله في منطقة المطعم المكسيكي ، وهي منطقة مظلمة "..
لقد أرادت إسرائيل و حزب الليكود الحاكم آنذاك توظيف عملية الاغتيال إعلاميا وعلى مستوى الرأي العام الإسرائيلي ، للتأكيد للشارع الإسرائيلي بأن الحكومة جادة بـ" محاربة الإرهاب" ، و كان إعلان حركتي " كافي" و " أرواح كاهانا" بالمسؤولية من الاغتيال، نابع من معرفة دقيقة بأن الموساد الذي نفذ العملية ، وهي هدية قدمها حزب الليكود للقوى الإسرائيلية المتطرفة لكسب موقفها أثناء الحملة الانتخابية"..،لكن أهداف عملية الاغتيال لم تكن إعلامية فقط ، و إنما كان لدى إسرائيل أهداف بعيدة أخرى تتعلق بإستراتيجية إسرائيل الأمنية بعد السلام، لإضعاف أجهزة الأمن الفلسطينية بالقضاء على رموزها الفاعلة..
يقول القاضي الفرنسي في رحلته إلى تونس : " قضية عاطف بسيسو ، قضية فرنسية أكثر مما هي فلسطينية ، لأنه صديق لفرنسا ، اغتيل على الأرض الفرنسية ، و هنالك اتفاق " جنتلمان" بين فرنسا ، بأن لا تستخدم الأرض الفرنسية لعمليات تصفية بين الطرفين" ..،" الموساد" لا يستطيع الاعتراف علنا بمسؤولية عن اغتيال " عاطف بسيسو" التي ارتكبها في باريس ، ولكنه أرسل إشارات واضحة للرأي العام الإسرائيلي من خلال إعلان حركة " كافي " و من خلال الصحافة الإسرائيلية التي تستحق التوقف عندها طويلا فيما تناولته حول هذه العملية ..،كما كان الاغتيال على الأرض الفرنسية يحمل رسالة تحذيرية إلى فرنسا ، و قد فهمت فرنسا الرسالة تماما فيما يتعلق بتوجهات الحكومة الفرنسية نحو منظمة التحرير الفلسطينية و دعم مواقفها ، فقد كان اغتيال " عاطف بسيسو" من أجل المستقبل و ليس من أجل الماضي..
وأثار نشر تقرير القاضي الفرنسي، سجالات بين الإسرائيليين والفرنسيين، مع غياب عربي وفلسطيني واضح ولم يفكر احد حتى بالإشادة بجهد القاضي بروغير، ومهنيته، فهذا الرجل أخذ المسألة، كما أتضح بشكلٍ جدي.، وليس كما كانت تفعل الأجهزة المشابهة في الدول الغربية الأخرى عندما يتعلق الأمر بالإرهاب الإسرائيلي على أراضيها.
علم بورغيير بأن ثلاثة أشخاص فقط علموا بنية عاطف بسيسو التوجه إلى فرنسا، ضيفاً على جهاز المخابرات الفرنسية أل (دي.أس.تيه)، وهؤلاء هم: زوجته ديما، وأحد المسؤولين في المنظمة وعدنان ياسين، وبعد التحقيق، اشتبه القاضي الفرنسي بعدنان ياسين بأنه وفّر المعلومات عن تحرّكات بسيسو للموساد الإسرائيلي.
وتوجّه القاضي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، في مطلع عام 1993، مطالباً بتفاصيل المكالمات التي كان يجريها عدنان ياسين، من مقر المنظمة في تونس في اليوم الذي سبق حادث الاغتيال، وحسب مصادر فلسطينية فإن المنظمة لم تستجب، ولكن هذا القاضي، وجد طريقة للوصول إلى هدفه، ويعتقد أن المخابرات الفرنسية ساعدته بوضع يده على المكالمات التي كان يتركها عدنان ياسين في (آنسر مشين) الهواتف التي يتحدّث إليها في فرنسا وإيطاليا، وبعد تحليل هذه الرسائل تأكّد الفرنسيون من علاقة عدنان ياسين بالموساد.
ويبدو أن المخابرات الفرنسية أرادت أن تقدّم خدمة لمنظمة التحرير ضمن التعاون الاستخباري أو حتى.. ربما (تكفيراً) عن الإخفاق في حماية (ضيفها) عاطف بسيسو والذي وصله رجال الموساد وقتلوه على أرضها، أو أرادت أن تردّ صفعة الاغتيال إلى وجه الموساد، وسرت الحرارة في الخطوط الساخنة الفرنسية والتونسية والفلسطينية، وقبل اعتقال عدنان ياسين أخضع لرقابة مشدّدة وتم ضبط سيارة رينو 25 أرسلت إليه من ألمانيا، فاعترضتها الجمارك التونسية، وتم تفتيش السيارة واكتشاف أجهزة تنصت دقيقة فيها، وتم القبض على ياسين الذي وصف بأنه أخطر جاسوس لإسرائيل في منظمة التحرير، ولكن ربما كان ياسين الذي قدّم معلومات وافرة لإسرائيل في منعطف تاريخي في العلاقات بين إسرائيل والمنظمة، من الجواسيس المهمين الذين تم كشفهم، ولكنه ربما لم يكن أخطرهم، ففي عالمٍ مثل الجاسوسية لا يعترف بسهولة بأفعال التفضيل. وبعد اعتقال ياسين، أصبح مصيره غامضا، وتردد انه اعدم في المياه الدولية أو انه نزيل سجن في اليمن أو تونس،
** ليلة الاعتقال:-
ويبدو أن المخابرات الفرنسية أرادت أن تقدّم خدمة لمنظمة التحرير ضمن التعاون الاستخباري أو حتى.. ربما (تكفيراً) عن الإخفاق في حماية (ضيفها) عاطف بسيسو والذي وصله رجال الموساد وقتلوه على أرضها، أو أرادت أن تردّ صفعة الاغتيال إلى وجه الموساد، وسرت الحرارة في الخطوط الساخنة الفرنسية والتونسية والفلسطينية، وقبل اعتقال عدنان ياسين أخضع لرقابة مشدّدة
وفي يوم 25\10\1993 القى الامن التونسي القبض على عدنان ياسين ومعه ابنه الاكبر وفي التفاصيل التي اوردتها وكالات الانباء يوم 3\11\1993 ان الامن التونسي قد امسك بخطوط العملية من اجهزة الامن الفرنسية التي اخبرت الامن القومي التونسي بامر شحن سيارة من طراز مرسيدس محشوة بطريقة سرية بانواع متقدمة من المتفجرات واجهزة اتصالات وتصنت متطورة للغاية, وقد انتظرت المخابرات التونسية السيارة بسرية تامة وعند وصولها الى الميناء فوجئوا بان صاحبها المشحونة باسمه او الذي تقدم لاستلامها هو عدنان ياسين, وفورا القت القبض عليه حيث اودعته في سجن خاص تابع للمخابرات التونسية وبدأ التحقيق معه. وكانت مفاجأة المخابرات التونسية انه انهار في بداية التحقيق واعترف بكل علاقاته مع الموساد, وانه زرع اجهزة تصنت في مكاتب حكم بلعاوي ومحمود عباس (ابو مازن) وشخصيات قيادية اخرى. وقد لمحت مصادر امنية تونسية ان اعترافات عدنان ياسين القت الاضواء على العديد من الالغاز والاسرار التي حيرت الامن التونسي في الماضي, ومنها عمليات اغتيال خليل الوزير (ابو جهاد) في تونس عام 1988, واغتيال عاطف بسيسو في باريس عام 1992, مما يعني ان لعدنا ياسين ضلوعا معينة في هذه العمليات, وعمليات اخرى.
واعلنت المصادر الامنية التونسية انه كان يحتفظ بمحطة ارسال متطورة في منزله قامت بمصادرتها ومعها ثلاثة حقائب مليئة بوثائق خطيرة للغاية, ومن ضمن اعترافات الجاسوس انه كان يرسل ابنه هاني الى باريس ليسلم التقارير والمعلومات للموساد الاسرائيلي, وان ابنه هو نفسه الذي شحن له السيارة من فرنسا, وقد صرح مسؤول امني فلسطيني لجريدة الشرق الاوسط يوم 4\11\1993, بانه حسب اعترافات عدنان ياسين للسلطات التونسية فان تجنيده تم في عام 1991 في باريس اثناء وجوده لعلاج زوجته من مرض السرطان. وقد تساءلت مصادر عدة عن اسباب سقوط او عمالة عدنان ياسين, وهو الذي كان يعيش في بحبوحة مادية ورفاهية متناهية فهو يعيش في فيلا فخمة, ولديه عدد من السيارات بالاضافة الى ان اعضاء القيادة وعلى رأسهم ياسر عرفات كانوا يغدقون عليه الهدايا والاموال بحكم منصبه الحساس والخطير, اذ كان يشرف على كل القضايا والملفات السرية والعلنية المتعلقة بشؤون الفلسطينيين المقيمين في تونس, كما انه كان يشرف على ادخال الاشخاص الذين يقومون باتصالات سرية مع عرفات والذين يأتون من الارض المحتلة بالاضافة الى اشرافه على سفريات عرفات واعضاء القيادة كلها.
هذا وقد صرح نفس المصدر الفلسطيني بانه يستغرب عمالة عدنان ياسين, وهو في هذه الحياة المرفهة والموقع الحساس الخطير, الى درجة ان المنظمة دفعت حوالي (ربع مليون دولار) نفقات علاج زوجته في باريس ( الشرق الاوسط) 4\11\1993 الصفحة الاولى.
مصدر فلسطيني لصحيفة( الشرق الاوسط) واكد ان لجنة التحقيق الفلسطينية التي تم تشكيلها استبعد منها حكم البلعاوي, رغم انه المسؤول الاول عن الامن الفلسطيني, وهي المسؤولية التي تسلمها في اعقاب اغتيال الشهيد صلاح خلف, ودارت انذاك معارك طاحنة بينه وبين اعضاء اخرين من كوادر صلاح خلف, على اعتبار انهم اجدر منه بهذاالمنصب, وكانت اشد مراحل المعركة بينه وبين عاطف بسيسو الذي كان نائبا لصلاح خلف طوال سنين عديدة, وفجأة حسم عرفات الخلاف لصالح حكم بلعاوي, فتم تعيينه مدير للامن الفلسطيني, وبعد عام ونصف تقريبا اغتيل عاطف بسيسو في باريس, وقد تأكد ان عدنان ياسين كان قد التقى عاطف بسيسو في باريس قبل مقتله بساعات . واتضح بعد فترة قصيرة من ذلك بأن ياسين هو الذي حذر من مخطط اغتيال " إسحاق شامير " رئيس الحكومة الإسرائيلية وذلك من خلال الإسرائيلي " رفائيل ابراهام " الذي زار تونس وتلقى مبلغ 33 ألف دولار مقابل تنفيذ هذه المهمة . واعتقل ابراهام فور نزوله من الطائرة في مطار بن غوريون في كانون الأول عام 1992.
في السجن
ويقول بيرغمان إن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات صُعقَ بخبر اعتقال مساعد موثوق له وذهب شخصياً لرؤيته في زنزانته في احد مراكز التحقيق التابعة لحركة فتح (في تونس) وسمع منه شخصياً روايته لما فعله. وكان الاستنتاج الذي لا مفر منه ان ياسين سيُعدم لانه كان بما لا يقبل الشك خائناً وعلى علاقة عميقة بقتل القيادي الفلسطيني عاطف بسيسو في باريس ...
لماذا لم يتم إعدامه ؟؟؟
وبعد التحقيق معه وقدم لمحاكمة مغلقة وحكم عليه بالسجن المؤبد وسجن ثلاث أعوام في تونس ونقل ياسين إلى سجن فلسطيني في منطقة حمام الشط بتونس وسمح له مرة واحدة فقط عام 1996 بزيارة وداع لزوجته قبل وفاتها بمرض السرطان في مستشفى بتونس . ونقل بعدها من اليمن إلى الجزائر . وفي نهاية المطاف قدمت له حياته كهدية فقط بفضل أنظمة قضائية دولية لم تمكن منظمة التحرير الفلسطينية من إصدار حكم بالإعدام عليه في دوله أخرى
الكاتـب الإسـرائيلي عندمـا أعلن بتاريخ 3/1/2004 أن عدنان ياسين حصل على اللجوء السياسي في السويد ولكننا لم نفاجئ عندما يعلن الموساد الإسرائيلي أن الجاسوس ياسين اصبح في إسرائيل .
حلق عدنان ياسين شنبه قبل أن يصعد في نهاية صيف 2003إلى طائرة شركة طيران أوربية متوجها لمحطة جديدة في حياته ، إذا أعد له مسبقا حق اللجوء السياسي في السويد
........غازي الكيلاني
Post a Comment